أعلنت باكستان أمس أنها تعتزم تقديم اقتراح رسمي بفتح الخط الفاصل بين الشطر الباكستانيوالهندي من إقليم كشمير للمساعدة في جهود الإغاثة من الزلزال المدمر الذي ضرب الأقليم قبل أسبوعين. وقالت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم إسلام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): (ندرس الاقتراح وسنقدمه للجانب الهندي قريباً). ولكنها رفضت تحديد موعد لذلك. ويأتي هذا التصريح بعد يوم واحد مما ذكره مسؤول عسكري هندي من أن بلاده رفضت اقتراح الرئيس الباكستاني بيرفيز مشرف للسماح لسكان كشمير على جانبي الخط الفاصل بتقديم المساعدة في عمليات الإغاثة للمتضررين من الزلزال الذي وقع في الثامن من هذا الشهر ودمر أجزاء واسعة في الشطر الباكستاني من كشمير. ولم يذكر قائد عمليات الإغاثة الاتحادي الميجور جنرال فاروق أحمد خان متى وأين صدر هذا الاعتراض من جانب الهند. وعلقت الناطقة الباكستانية على ذلك قائلة: (نتصرف بناء على البيان الذي أصدره وزير الخارجية الهندي الذي رحب بالعرض). وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أكد يوم الخميس الماضي في العاصمة الهندية نيو دلهي أن حكومته ما زالت تنتظر الاقتراح الباكستاني بشأن انتقال سكان كشمير (الشطر الهندي) إلى الشطر الباكستاني من الإقليم للمساعدة في عمليات الإغاثة. ويذكر أن الخط الفاصل الذي يبلغ طوله 520 كيلومتراً هو في الأساس خط لوقف إطلاق النار يقسم الإقليم المتنازع عليه بين الجارتين الآسيوتين النوويتين وكان دائماً في قلب النزاع المرير بينهما الذي أمتد عقوداً. ومن جهة أخرى صرحت حكومة الشطر الباكستاني من إقليم كشمير أمس بأن أكثر من 600 ألف شخص تضرروا وانهار 84500 منزل على الأقل في مظفر آباد وحدها إثر الزلزال العنيف الذي هز المنطقة يوم 8 تشرين الأول - أكتوبر الحالي. وصدرت هذه البيانات خلال الزيارة القصيرة التي أجراها رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز ونظيره التركي رجب طيب إردوغان إلى المنطقة المتضررة من الزلزال بهدف تقييم أعمال الإغاثة والإنقاذ التي تُجرى هناك. ونقلت قناة جي إي أو التليفزيونية عن شركة إنتر- سيرفيسز الباكستانية للعلاقات العامة قولها إن حوالي 98 بالمئة من منكوبي الزلزال حصلوا على مأوى في مظفر آباد عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير. وقال مسئولون إن 3991 مدرسة على الأقل انهارت تماماً في ثلاث مناطق في كشمير الباكستانية هي مظفر آباد، وراوالاكوت، وباغ. وذكرت الحكومة الباكستانية أن الزلزال الذي بلغت شدته 7.6 درجات على مقياس ريختر أودى بحياة ما يقدر بخمسين ألف شخص في إقليم الحدود الشمالية الغربية وكشمير. وأكد أردوغان أمس الأول على دعم تركيالباكستان وعرض المساعدة في إعادة بناء المناطق المتضررة من الزلزال. وقال إن 12 طائرة تركية على الأقل محملة بأطنان من مواد الإغاثة وصلت بالفعل إلى باكستان في حين من المقرر أن يصل في الأسابيع الأربعة المقبلة 50 ألف طن من دقيق القمح و25 ألف طن من السكر وزيت الطعام إلى جانب مليون غطاء وخيمة. وفي تلك الاثناء اتخذ مسئولو حكومة كشمير الباكستانية البالغ عددهم 300 شخص مقراً لهم في خيمة كبيرة قدمتها إحدى الشركات الألمانية. ويشارك أكثر من 50 جندياً ألمانياً في عمليات الإغاثة والإنقاذ باستخدام مروحيتين في الشطر الباكستاني من كشمير. ودعت الأممالمتحدة المجتمع الدولي إلى تسريع جهود الإغاثة لمنع وقوع ما وصفته بأنه (موجة ضخمة ثانية من الوفيات). وقال يان إجلاند منسق الأممالمتحدة للشئون الانسانية إن عمليات الإغاثة في المناطق الباكستانية المنكوبة من الزلزال تمثل (كابوسا لوجستيا) وإن المأساة تفوق كارثة أمواج المد العاتية (تسونامي) التي وقعت في كانون الأول - ديسمبر من العام الماضي.