هزت توابع زلزالية قوية أمس الأربعاء شمال باكستان الذي ضربه زلزال قوي الأسبوع الماضي لكن لم ترد تقارير فورية عن حدوث وفيات أو إصابات جديدة. ووقع تابع زلزالي بلغت قوته 5.8 درجات على مقياس ريختر الساعة 0733 صباحاً (0233 بتوقيت جرينتش) مما تسبب في انهيارات أرضية وهرع الناس إلى الشوارع وكان هذا أقوى تابع وسط عشرات التوابع التي وقعت منذ أن دمر زلزال الثامن من أكتوبر - تشرين الأول كشمير الباكستانية والإقليم الحدودي الشمالي الغربي المجاور. وأعقبه تابع يماثله في القوة تقريباً، حيث وصل إلى 5.6 درجات على مقياس ريختر الساعة 0816 صباحاً (0316 بتوقيت جرينتش) ولكنه لم يحدث ذعراً كبيراً بين السكان. وشعر بالهزات سكان كشمير الهندية. وقال اللفتنانت كولونيل سعيد إقبال من مدينة بالاكوت المدمرة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي (أرى بعض الانهيارات الأرضية التي تسببت فيها التوابع في الجبال القريبة ولكن لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات). لكن الانهيارات الأرضية هي أكثر ما يخيف مهندسي الجيش خاصة في وادي نيلوم ووادي جيلوم في كشمير الباكستانية، حيث ظل عدد لا يحصى من السكان محرومين من المساعدة بعد أن دمرت الطرق في واحد من أسوأ الكوارث الطبيعية التي عانت منها باكستان. ويقول ضباط مسؤولون عن التعامل مع الانهيارات الأرضية إنهم يحتاجون لأسابيع للوصول إلى وادي نيلوم المرتفع والذي هو في حاجة ماسة لكميات كبيرة من المعونات التي لا يمكن نقلها بطائرات الهليكوبتر. وحلم ناجون من الزلزال في كشمير الباكستانية بأن تسمح الهند خصمهم القديم لمواطنيهم في كشمير الهندية بعبور خط وقف إطلاق النار لمساعدتهم بعد أن قدم الرئيس الباكستاني برويز مشرف عرضاً مفاجئاً بالسماح للكشميريين بنقل المعونات عبر الحدود. ووافقت الهند بسرعة ولكن لم يصدر بيان فوري بشأن متى يخطط الجانبان للجلوس معاً للعمل على كيفية تحقيق ذلك. وقال مشرف (سنسمح لكل كشميري بالدخول عبر خط المراقبة والمساعدة في جهود الإعمار) وذلك في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى في باكستان إلى 42 ألفاً نتيجة زلزال خلّف اكثر من مليون مشرد و76 ألف مصاب. وتضررت الهند نفسها من الزلزال وتأكد مقتل 1300 على الأقل في الجانب الهندي من الحدود. ودمرت الطرق بصورة سيئة كما تضرر جسر وحيد عند المعبر الحدودي لذا لم تتضح على الفور المدة اللازمة لبدء جهود الإغاثة عبر الحدود. وقال مشرف في وقت متأخر من مساء الثلاثاء انه يريد أن يمهد الطريق أيضا أمام الزعماء السياسيين على الجانبين للزيارة والتفاعل كجزء من الدعوة لاعادة إعمار ما هو الآن منطقة موت. وأعلن قائد انفصالي معروف يطالب باستقلال كشمير عن إسلام آباد ونيودلهي عن تأييده لعرض مشرف. وقال ياسين مالك رئيس جبهة تحرير جامو وكشمير في كشمير الهندية (الكشميريون يريدون مساعدة إخوانهم). وقال في إسلام آباد وهو في طريقه إلى مظفر آباد عاصمة كشمير الباكستانية ومعه شحنة من المعونات (قلت بالفعل إن السياسة يجب أن تتراجع ويجب السماح للكشميريين بمساعدة بعضهم). وبدأت الهندوباكستان عملية سلام لحسم كل القضايا في بداية عام 2004 ومنها خلافهما الجوهري بشأن كشمير والتي يزعم الاثنان السيادة عليها والمقسمة بخط المراقبة وهو خط لوقف إطلاق النار وفي الوقت نفسه هو حدود قائمة. ولكن التقدم في عملية السلام تباطأ. وواجهت الحكومتان انتقادات منذ وقوع الزلزال لسماحهما لمشاعر الارتياب المتأصلة لديهما بالوقوف في طريق فتح مسارات جديدة لإيصال معونات الإغاثة إلى المجتمعات المنعزلة في نيلوم وجيلوم بالقرب من خط المراقبة. وترفض باكستان السماح للقوات الهندية بالمشاركة في أعمال الإنقاذ في الأراضي الباكستانية بينما تتقبل أشكالاً أخرى من الإغاثة من الهند وذلك على الرغم من أن جنودها يكافحون لفتح الطرق الموصلة إلى الواديين والمناطق الأخرى الضيِّقة التي لا تسمح لطائرات الهليكوبتر بالمرور فيها بسلام. ولا تزال باكستان بحاجة للمزيد من طائرات الهليكوبتر لإنزال المعونات ونقل المصابين ولكنها طلبت من الهند إرسال طائرات هليكوبتر بلا أطقم حتى لا يحلقوا فوق منطقة كانت السبب في حربين من ثلاث حروب نشبت بين البلدين. ورفضت نيودلهي قبول الشرط المسبق. وقال مشرف (قبلنا كل أنواع المساعدة إلا عبور رجال الجيش ويجب ألا يلومنا أحد على ذلك). وأضاف (تقبلنا كل شيء غير ذلك. يريدون منحنا إعانة مالية. يريدون إعطاءنا أدوية. يريدون إعطاءنا مواد إغاثة... لقد وافقنا بالفعل). وشكر بعد ذلك رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ مرة أخرى. وفي خطابه إلى الأمة وصف مشرف ما يقوم به جيشه لإيصال المعونات وكرر دعوته للمجتمع الدولي لإرسال الخيام والأغطية. ومع اقتراب فصل الشتاء في المنطقة عند سفح جبال الهيمالايا ثارت مخاوف بشأن سلامة عشرات الآلاف تقطعت بهم السبل في الجبال العالية بلا مأوى ودون ما يكفي من مؤن. ويقول أطباء إن المصابين يموتون بسبب نقص العناية الطبية. وقال الميجر جنرال فاروق احمد خان المفوض الاتحادي لشؤون الإغاثة وممثل مشرف في الأزمة إنه إضافة إلى الخيام المؤهلة لتحمل فصل الشتاء تحتاج باكستان بشكل ماس لما يصل إلى 100000 حقنة مضادة لمرض التتانوس على الأقل. وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر إن آلاف الناجين لا يزالون في العراء في درجات حرارة باردة ليلاً، واضاف (بعضهم يعاني من جروح مفتوحة أو أصيب بالغرغرينا ولا يجدون مياها نظيفة).