في حائل نؤمن جداً بمقولة (كلنا عيال قريّة.. وكل يعرف أخيّه) لأن هذا هو الواقع ببساطة شديدة.. وبالرغم من ذلك اتخذ تجار العقار منحى آخر لتسويق بضاعتهم!!.. هذا المنحى تركز في ترسيخ مفهوم الأحياء الراقية والأحياء الأقل رقياً -هذا بزعمهم- وكدليل على ان هذا (المفهوم) وهمي في واقعه فقد قلب هؤلاء (العقاريون) المعادلة (العالمية) رأساً على عقب!! ففي الوقت الذي تكون فيه واجهة المدينة -أي مدينة- في الشمال بما في ذلك احياؤها الراقية ومراكزها التجارية وشوارعها الفسيحة كما يحدث في بقية مدن المملكة ومحافظاتها.. إلا أن حائل أصبحت تسير عكس هذه المعادلة إذ يزعم أصحاب النظرة القاصرة بأن واجهة المدينة جنوباً!! وليت الأمر مجرد مفهوم وهمي صدّقه من صدّقه ورفضه من رفضه، بيد أن المشكلة تكمن في أمانة حائل (البلدية سابقاً) إذ أكدت البلدية -عفواً- الأمانة هذا المفهوم وأنساقت خلفه وراحت تسابق الزمن لتأكيد وترسيخ هذا المفهوم غير المفهوم!! فأضحت الأمانة تهتم بأحياء على حساب الأحياء الأخرى!! واستغلت في ذلك سكون الأحياء (الشمالية) وسكوت أهاليها لتكيل لهم بمكيال وتكيل لغيرهم بمكيال آخر!! غير عابئة بمسألة العدل وحق جميع المواطنين في خدماتها. كبرت البلدية الآن وانسخلت من جلدها لتستبدله بجلد أكبر هو (أمانة) فهل تتخلى هذه (الأمانة) عن سياسة المكيالين وتنظر (بأمانة)!! أتمنى ذلك.