أشير إلى ما تنشره (الجزيرة) بين وقت وآخر من الملاحظات والمشاهدات التي يكتبها بعض المسافرين عن أحوال الطرق العامة والخدمات المتوفرة عليها ومنها طريق القصيم - مكةالمكرمة وأقول: هذا الطريق بالرغم من كون الجزء الأكبر منه أحادي المسار إلا أنه طريق مريح ومعظم أجزائه مهيأة بطريقة جيدة للسفر والمسافرين فهو في هذه الأجزاء واسع بنفسه وله أكتاف أزفلتية واسعة وأكتاف ترابية ممهدة وعريضة ربما بعرض الطريق مرتين أو أكثر. ولا يعكر مزاج المسافرين إلا السير في بعض أجزائه الرديئة جداً وأعني الجزء الذي يبدأ من نهاية الحدود الإدارية لمنطقة القصيم وحتى البجادية، والجزء الآخر الأكثر تردياً الذي يبدأ بعد البجادية بنحو 50 كم وحتى وصول الطريق إلى عفيف. ويحق لكل مسافر على هذا الطريق أن يستغرب من غفلة المسؤولين طوال هذه السنوات عن تجديد هذه المواضع وتوسعتها لأنها بحالتها الراهنة لا توفر الحد الأدنى من الخدمة المناسبة للمسافرين، كما أنها مدعاة لتوجيه الذم إلى المسؤولين.ومن الأهمية بمكان التعجيل بإصلاح الأجزاء المتضررة من هذا الطريق لأنه من الطرق الأكثر استخداماً على مستوى المملكة الذي يعبره الحجاج والمعتمرون والسياح من داخل البلاد وخارجها ونريده أن يكون واجهة حضارية مشرفة لنا ولبلادنا. كما أود أن أشير إلى ملاحظة أخرى وهي هذا التحسن الكبير اللافت للانتباه الذي طرأ على مداخل المدن والبلدات الصغيرة وعلى واجهاتها الرئيسية الذي يلمسه كل مَنْ يمر بها من مستخدمي هذا الطريق الذي يتمثل في الأرصفة الحديثة والامتدادات المزدوجة والأشجار والتشكيلات الجمالية والهندسية المشرفة للمسؤولين في هذه المدن والبلدات والمشرفة للوطن في عيون الآخرين. لكن هذا التحسن لا يزال بكل أسف غير ملموس على مداخل مدينة عفيف ولا في شارعها العام أو بالأحرى واجهتها الرئيسية على هذا الطريق فكل شيء في مداخل المدينة وفي شارعها العام لا يزال تقريباً على وضعه القديم. ولا أدري ما هو السبب في هذا التردي الظاهر في النشاطات البلدية في عفيف، هل كله بسبب نقص الامكانات وإذا كان الأمر كذلك فلماذا عفيف بالذات لأن هذا النقص ليس عاماً بدليل ما نشاهده من النشاطات البلدية البارزة في كل مدينة وقرية ثم أين هي الجهود الذاتية للبلدية وأين جهود المؤسسات والمحلات التجارية الكبيرة والبنوك التي تستثمر شارعها الكبير الذي يعج بالحركة وبالنشاط التجاري؟، وماذا عسى أن يقول الأخ عبدالرحمن السماري لو زار عفيف ضمن زياراته المألوفة للمدن الأخرى لو شاهد مداخلها التي لم تتغير منذ عرفناها قبل سنوات. هل سيعود للاعتذار لمسؤولي بلدية الرس عما كان قد كتبه عن مسؤوليتهم في كون الرس ليست ضمن عقد المدن الجميلة أم سيكتفي بأن يلم رأسه بكلتي يديه ويكتب عن مداخل عفيف ما يقدره الله عليه؟. أرجو أن يفعل ذلك لا لأن عفيف ما ينبغي أن تظل بهذه الصورة فحسب ولكن لأن المظهر العام لأي مدينة يهم الوطن. وأخيراً هناك ملاحظة أخيرة من عفيف أيضاً وهي الإشارات المرورية التي تعرقل المسافرين بسبب عدم وجود تنسيق آلي بين كل إشارة والتي تليها وهذا يتطلب برمجة الإشارات بحيث تعمل كمجموعة واحدة يكون الضوء الأخضر في كل إشارة امتداداً محسوباً لما قبله ولا يكون المسافر بحاجة إلى التوقف عند كل إشارة كما هو الحاصل الآن. أرجو أن تجد هذه الملاحظات آذاناً مصغية لدى المسؤولين في الجهات المختصة.