في زمن سبق تندّر كثيرون بابتعاث المعيدين إلى أمريكا وأوروبا لدراسة (اللغة العربية) وشبَّهوهم بمن يحمل (هجر) إلى (المُهاجَر) ليعود ببضع تمرات، وكان يكفيه أن يستلقي في حوض نخلة فيظفر بكل التمر..! * في تخصص نحن أسياده أدرك المناوئون قيمة المنهج المختلف، واللغة الأجنبية، وفهم الآخر، والوعي بالنظريات اللغوية والنقدية والفلسفية، ولمسوا عياناً الفوارق (وليس الفرق) بين (الجادين) ممن درسوا هنا وهناك. ولن نسأل عن بقية التخصصات..! * وصلت البعثات ذروتها في (السبعينيات والثمانينيات الميلادية) وبات خريجوها أرقاماً مهمة في الأوساط الأكاديمية والإدارية الحكومية والأهلية، ثم تضاءلت فاستُنسخَ الخريجون في فئة واختزلوا في نموذج، وباتت شهادة الدكتوراه بكالوريوس مكررة، فضاع وقت وجهد وغاب تميز وإضافة..! * وبعودة (البعثات) - اليوم - تتصححُ مسارات علمية وعملية، ونتطلع إلى التجديد والحيوية، والعائد - رغم التكاليف المادية - أكبر من المنصرف..!