لا حصر لفوائد الصيام والمسلم لا يصوم إلا طاعة لله - جل وعلا - الذي افترض عليه صيام شهر رمضان، ولا صيام للمسلم إذا لم يكن يقصد بصومه وجه الله - جل وعلا -؛ فالمدار والمرتكز الحديث المشهور عنه - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى). وثمة غنائم يغنمها المسلم من أدائه عباداته، وهذا من فضل الله على هذه الأمة، منها تقوى الله - عز وجل -، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(183)سورة البقرة. ولا ريب أن التقوى هي جماع الأمر كله. ومن فوائده رقة القلب وسمو النفس؛ لذا يرق قلب الصائم عند سماع القرآن والمواعظ، وهذه فرصة لأهل الدعوة إلى الله وأهل الحسبة؛ فالقلوب مقبلة مخبتة؛ لذا من الأهمية التركيز على دعوة الناس وحثهم على طاعة الله - جل وعلا - فكما أن رمضان موسم لأهل تجارات الدنيا فهو أيضا موسم لطالبي الأجر والمثوبة من الله - جل وعلا - من الدعاة والمصلحين. ومن فوائد الصيام أنه يضيق مجاري الدم، التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، كما ورد في الحديث فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما أن الصوم كسر للنفس ورد لها عن فعل الفواحش والمحرمات؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). ومن فوائده أنه يبعث في الإنسان الرحمة والإحسان على الفقراء؛ فإن الإنسان إذا ذاق ألم الجوع والعطش، فإنه يتذكر الفقير الجائع فيسارع إلى رحمته ومساعدته؛ لذا من الأهمية أن تنشط الجمعيات الخيرية في عملها.ولعلي أنتقل إلى لمحة عن فوائد الصيام تختص بالجانب الصحي وهي كما قلت لا تصح أن تكون هدفا وغاية للصائم المسلم، لكنها - ولله الحمد - من الغنائم التي تفضل الله بها علينا؛ فمنها وقاية الجسم من العديد من الأمراض والفضلات الرديئة؛ وذلك بطرد السموم المتراكمة في البدن، وهو فرصة ليستعيد الجهاز الهضمي نشاطه وقوته ويتحسن أداؤه الوظيفي في تنقية الجسم. الحديث عن فوائد الصيام لا ريب حديث ذو شجون، ولكن أحببت أن ألقي الضوء على بعض هذه الغنائم التي هي من فضل الله علينا؛ فلله الحمد والمنة.