الدكتور رياك قاي كوك رئيس مجلس تنسيق الولايات الجنوبية السابق والأمين العام بالإنابة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، يرى أنّ الالتزام ببنود اتفاقية السلام هو الأهم، ومع ذلك فهو متفائل بسودان جديد موحّد يعيش فيه السودانيون تحت سقف ديمقراطي حر. في أمسية بلون القهوة وطعم الكاكاو التقيناه في مكتبه بمبنى المجلس بالخرطوم، وكان لنا الحوار التالي معه: * ما هو أهم ما يميِّزكم عن الحركة الشعبية .. وفيم كان اختلافكم معها؟ - وجه اختلافنا مع الحركة الشعبية يكمن في أننا اخترنا مبدأ الحوار والتفاوض مع الحكومة، بينما اختارت الحركة الشعبية السعي لإسقاط النظام وكان هذا شعارهم المرفوع، ولكن من جانبنا نحن رفضنا هذا الطريق وآمنا بأنّ التفاوض والتحاور أهم آلية للوصول لتلبية مطالبنا. والآن تراجع الإخوة في الحركة الشعبية بعد 8 سنوات من مبدأ الإطاحة بالنظام إلى مبدأ الحوار والتفاوض معه، وهذه واحدة من الإنجازات .. ولكن هناك إنجازات أخرى منها إعادة الاستقرار والأمن في الجنوب، إذ كان قبل 97م الوصول إلى كبريات المدن في الجنوب من المستحيلات سواء كان كان جوّاً أو بحراً أو برّاً، فعادت الحركة في الجنوب عادية وكذلك إعادة تأهيل البنيات التحتية خاصة مجال التعليم، فلقد قطعنا فيه شوطا كبيراً وأعدنا الحياة للمدارس القديمة من حيث تأهيل المدارس والمعلم وتوفير البيئة المناسبة للتعليم, والكتاب، وفصول الدراسة وكل ما له علاقة بالتعليم، فيما حصلت طفرة كبيرة في الصحة، حيث تم تأهيل المستشفيات, وتوفير الكادر الطبي, إذ لأول مرة في تاريخ الجنوب يتم توفير أطباء في التخصصات الأربعة الأساسية (أطفال - نساء ولادة - باطنية - جراحة) في المستشفيات الكبيرة في رئاسات الولايات الكبرى (واو - ملكال - جوبا). * هل تعني أنّ اتفاقية 72 التي عاش السودان بموجبها عدة سنوات سلام لم تشهد تنمية، كما شهدته في فترة الإنقاذ؟ - نعم أستطيع أن أقول ذلك بلا تحفُّظ، بل في فترة الإنقاذ نفذ قرار الأخ رئيس الجمهورية القاضي بتوطين الدواء والمعدات الطبية لكلِّ التخصصات، أضف إليه توفير مياه الشرب النقية، كما تطوّر مجال الكهرباء خاصة في المدن الكبيرة وزاد الإنتاج وتوسّعت الشبكات على مدى 8 سنوات منذ إعلان رئيس الجمهورية برنامج إعمار الجنوب والقرار الإسعافي للولايات الجنوبية. * ولكن كيف تمكنتم من توفير هذه الخدمات والبلاد كلُّها تعيش ظروفاً متشابهة في الفقر؟ - أقول صدقاً إنّ الوزارات الاتحادية وقفت معنا وقفة رجل واحد .. إذ اتفقنا مع وزارة المالية الاتحادية لإنشاء مجمّعات خدمية في بعض المناطق وخاصة في رئاسة المحليات، حيث في كل مجمّع مستشفى ريفي ومدرسة ووحدة إدارية واستراحات للعاملين .., كما قام الإخوة في وزارة الطاقة والتعدين بجهد مقدّر، خاصة في مناطق إنتاج البترول، بتقديم الخدمات الصحية وخدمات المياه والطرق، وقد تم لأول مرة منذ استقلال السودان ربط المركز في شمال السودان مع الجنوب بطريق دائم في الخريف والصيف، فقد كان يمثل فصل الخريف في السابق موسماً لانعزال الجنوب عن الشمال تماماً خاصة أنّ الخريف يمتد إلى 8-9 شهور في الجنوب, أضف إلى ذلك النقلة الكبيرة التي شهدتها المطارات في الجنوب خاصة في جوبا وملكال وواو .. فهذه بعض من الإنجازات التي تم إنجازها في ظل الحرب، فما بالك عندما يحل السلام الدائم في السودان؟. * هل تعتقد أنّ الحرب التي كانت تدور لسنوات طويلة بين شماليين ظالمين وجنوبيين مظلومين, عرب وأفارقة، مسلمين ومسيحيين؟ - لا لم تكن كذلك, ولكن كانت حرب صفوة سياسية في الشمال وأخرى في الجنوب, فالحرب كانت سياسية أكثر منها حرب موجّهة بين مواطن شمالي وآخر جنوبي أو بين عرب وأفارقة أو بين مسلمين ومسيحيين كما يصوِّره الإعلام الغربي، لكنّها كانت بين مركز قابض لكلِّ الموارد والثروات والسلطات، بينما كلّ الأطراف في السودان (شماله وجنوبه وغربه وشرقه) تعيش تهميشاً كاملاً وقاتلاً في كلِّ مناحي الحياة .. فالاتفاقيات التي وُقِّعت وتطبيق الحكم الفيدرالي والتقسيم العادل للثروة ومشاركة الجميع في السلطة، هذه كلُّها تنتج علاقات جيدة وجديدة بين الناس تدعم الاتجاه نحو الوحدة، وحتماً أنا لست متخوفاً من مستقبل وحدة السودان. * ينظر بعض الشماليين إلى اتفاقية السلام بأنّها انتصار للجنوبيين على حساب الشماليين، بينما يرى بعض الجنوبيين العكس تماماً .. كيف تنظرون إلى هاتين القراءتين؟ - يجب أن يفهم هؤلاء أنّ هذه الاتفاقية جرت بين الحكومة (المؤتمر الوطني) والحركة الشعبية وليس بين الشماليين والجنوبيين، ولذلك من الخطأ أن يوصف المؤتمر الوطني وكأنّه الشمال والحركة الشعبية كأنّها الجنوب. على هؤلاء أن ينظروا إلى مكاسب كلِّ حزب على حدة، فكلٌّ من الحزبين (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) يضم خليطاً من الشماليين والجنوبيين، المسلمين والمسيحيين, بمختلف اتجاهاتهم السياسية, فإن كان هناك كسبٌ فهو يُحسب لكلِّ أهل السودان وإن كان هناك خسارة فهي تُحسب على كلِّ السودانيين بمختلف أعراقهم ودياناتهم واتجاهاتهم. فإذا قرأ أحدهم من زاوية (أنا جنوبي) أو (أنا شمالي) فهذا في حد ذاته خطأ ذلك لأنّه لا توجد إشارة لكلمة جنوبي أو شمالي في الاتفاقية، فإدخال مثل هذه المصطلحات ليست صحيحة .. أمّا إذا استخدم أحد الأطراف الموقعة سواء كان المؤتمر الوطني أو الحركة على أنّ أحدهما انتصر على الثاني فهذا جائز .. ولكن ليس من الصواب أن تفهم على أنّها منازلة بين الشماليين والجنوبيين. * هناك بعض التصريحات التي كانت تُطلق قبل الحركة الفينة والأخرى التي لا تخدم مسيرة السلام، كرفضهم مشاركة قوى إسلامية أو عربية في حفظ السلام في السودان .. ما المغزى من ذلك؟ - هذه طبعاً محاولة لزرع الفتنة .. فكما أسلفت فإنّ الصراع الذي كان يدور لم يكن ذي بعد ديني إذ هناك مسلمون داخل حركته كما له علاقات مع كثير من الدول العربية والإسلامية، ولذلك فإنّ إبراز الجانب الديني في حل المشكل شيء غير مقبول. * الآن تشارك الحركة في الحركة السياسية في السودان .. كيف تنظرون إلى موقفكم ووضعكم السياسي في ظل هذه التركيبة والترتيب السياسي الجديد؟ - ليست هناك تركيبة جديدة ولكن هناك زيادة خير، فدخول حزب جديد هو إثراء للمشاركة السياسية لطالما يدعو للديمقراطية والتعددية التي هي أهم السمات البارزة لنماذج الأدب السياسي في السودان، إذ إنّ السودانيين يرفضون رفضاً باتاً النظام الشمولي ولا أعتقد أنّ شماياً أو جنوبياً يتخيل أو يرغب أن يحكم حكماً شمولياً .. وأنت تعلم أنّه لا مجال لحكم شمولي في الجنوب، فنحن مع المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) في الجنوب نرحب بالأحزاب الأخرى بما فيها الحركة الشعبية ونحن لنا إنجازاتنا في الحنوب في الفترة الماضية وسنكون في الفترة القادمة مشاركين في الساحة السياسية، ولا تنحصر مشاركتنا في المناصب التنفيذية وإنما سنساهم في تنفيذ الاتفاقية ذلك لأنّنا طرف أساسي في هذه الاتفاقية. * في ظل ميلاد اتفاقية السلام وما يصحبها و يعقبها من تغيُّرات سياسية يشهدها السودان .. في رأيكم .. ما هي أهم التحديات التي تواجه السودان الآن؟ - التحدي الكبير هو إنزال الاتفاقية على أرض الواقع لأنّ الاستقرار يرفع سقف طموحات الناس في التعليم والصحة وغيرها من مناحي الحياة المختلفة وهذا يتطلّب وفرة الموارد المالية للبلد، ولكن في تأثُّر السودان بالحرب ما جعل المتوفّر منها شحيحاً وغير كاف لمعالجة كلِّ المشكلات، ولذلك نتوقّع ضخ دم من الخارج لإنعاش الحياة مرة أخرى من قبل المعنيين, ونتطلع الى ترجمة وعودهم في أوسلو وفي جامعة الدول العربية إلى دعم مالي حقيقي يتم من خلاله تنفيذ المشروعات، وولوج شركات للاستثمار في الجنوب لتوفير فرص عمل، إذ إنّ فرص العمل لا تكون في دواوين الحكومة وكياناتها، ولذلك فهذا في تقديري أكبر التحديات التي نتطلع لمواجهتها لأنّ المواطن البسيط لو لم نوفِّر له الخدمات الأساسية خاصة في الحنوب لن يشعر بتحقيق أيٍّ من الطموحات، حينئذ لا يعنيه السلام في شيء غير أنّه لصمت لصوت البندقية. * ألا تعتقد أنّ مشكلة دارفور تعتبر تحدياً كبيراً أيضاً وإلى أي حد تنعكس سلباً على اتفاقية السلام الأخيرة؟ - مشكلة دارفور هي حلقة من مسلسل التآمر الدولي على السودان سواء كان ذلك في الغرب أو الشرق أو في الجنوب، فإذا كان المجتمع الدولي جاداً في حل مشاكل السودان فلا يمكن أن يسعى إلى تعقيدها بل المساهمة في دعم الحلول الناجعة لها ولكن القصد كان النيل سيادة الدولة وإسقاط النظام وهذا عين التجنِّي, ولنا في الحركة الشعبية خير مثال حيث إنذها لو لم تتراجع عن شعارها (إطاحة النظام) واللجوء للحوار والتصالح لما انتظر الناس السلام ولما صارت الحركة الشعبية جزءاً من منظومة حكومة الإنقاذ, ولذلك نتوقع أن تبقى جزءاً فعالاً في مساعي الاستقرار في السودان لأنّ السودان جسد واحد إذا تألم عضو منه تتداعى له باقي الجسد بالتلاشي، فقد كانت حرب الجنوب ذات أثر سلبي في كل أنحاء السودان بما في ذلك شماله وبالتالي عدم الاستقرار في الغرب سيعيق السلام في الجنوب. * في فترة الخصومة الصارخة بين الحكومة والحركة الشعبية كنت رمزاً من رموز الأخيرة .. هل كان انضمامكم لقرنق في ذلك الزمان إيماناً منك بأفكاره؟ - أنا لست مؤمناً باتجاهات جون قرنق .. ولكن كنت مؤمناً بقضية الجنوب مثلي مثل جون قرنق وآلاف الجنوبيين الذين كان هدفهم قضية الجنوب أو كما كان يسميها قرنق (قضية السودان) فالتقينا في الساحة وبقينا رفقاء فيها ولكن لم يكن أحد منّا يسوِّق أجندة ويستقطب الناس لها .. وفي ذلك الزمان لم تكن هذه الحكومة موجودة، فبعد ما جاءت الإنقاذ إلى سدة الحكم لمسنا منها جدية لحل جذور المشكلة التي عارضناها ودخلنا من أجلها غابة التمرُّد تلك التي افتعلها الرئيس الأسبق نميري في سنة 1983م وهي تقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم وتطبيق القوانين الإسلامية، إضافة إلى عدم توازن التنمية وتهميش الجنوب في السلطة. وعندما أعلنت هذه الحكومة إنقاذها للسودان من هذه المشاكل كان لا بد لنا من أن نعرض مشاكلنا لها من خلال التحاور معها وكان ذلك في 96 -1997م وبالفعل توصلنا إلى اتفاقية الخرطوم للسلام. فاتجاهات الإخوة في الحركة الشعبية كانت تختلف مع اتجاهاتنا إذ هم لم تكن لهم الرغبة في بادئ الأمر في الاعتراف بهذا النظام بل كان هدفها إسقاط النظام بدعوى تحرير السودان ولكنهم تراجعوا مؤخراً عن رؤاهم فتحاوروا مع الحكومة ووصلوا إلى اتفاقية نيفاشا للسلام وصاروا الآن جزءاً من الحكومة و الدكتور قرنق نائباً أول لرئيس الجمهورية. * وأنت عاصرت قرنق في داخل الحركة الشعبية .. فهل لكم أن تصف لنا شخصية قرنق السياسية والفكرية والحربية؟ - أنا لا أستطيع أن أتحدث عن قرنق وصفاته الشخصية ولكن من يريد ذلك فعليه الاطلاع على كتاب (جون قرنق يتكلم) للدكتور منصور خالد. * بعد ست سنين من الآن .. هل بإمكانكم رسم لوحة لمستقبل السودان؟ - حقيقة أنا أرى أنّ الاتفاقية ستساهم في إتاحة الفرصة لاستغلال موارد السودان الطبيعية والبشرية بأكبر قدر من المنفعة وبالتالي ستحل الوفرة محل الفقر وشح الموارد الذي هو سبب الصراع ما من شأنه أن يذوب الاحتكاك بين المواطنين شماليهم بجنوبيهم، ولذلك ستكون الست سنين القادمة فرصة للانصراف والإقبال على الحياة بسيء من التفاؤل والابتعاد عن الانغماس في وحل السياسة التي كان أساسه محاولة لإثبات الحق للآخر, علماً بأنّ ثلاثة أرباع الشعب السوداني يمارس السياسة. * إذاً بعد كل هذا التفاؤل .. كيف يمكنكم شرح الآلية التي يمكن أن نحقق بها الوحدة؟ - آلية خلق وحدة وطن كالسودان تستدعي التمسُّك به كوطن باعتباره قاسماً مشتركاً فهو ليس ملكاً للشماليين دون الجنوبيين ولا ملكاً للجنوبيين دون الشماليين, وإنما هو ملكٌ للجميع، وبالضرورة يجب التخلي عن (أنا جنوبي) أو (أنا شمالي) أو (أنا مسلم) أو (أنا مسيحي) أو (أنا عربي) أو (أنا أفريقي) فالوطن للجميع والدين للفرد, كما يجب أن نتخلى عن الجهوية .. وليقل كلٌّ منا (أنا سوداني) وهذا يكفي. ثمة نقطة أخرى لا بد من ذكرها وهي أن نحاول أن نحسن الممارسة السياسية للوطن ككل وليس لجهة دون أخرى, إذ إنّ حكومة الإنقاذ أبرزت نموذجاً ناجحاً في هذا الصدد, فيجب أن تعطى فرصتها كما يجب على الأحزاب الأخرى أن تحذو حذو الإنقاذ والمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم)، فقد ظهر لأول مرة في تاريخ السودان كأبرز تنظيم سياسي حزبي يجمع كل أهل السودان بمختلف سحناتهم وألسنتهم وأديانهم من الشمال والجنوب تحت صفة واحدة وهي الهوية السودانية, متخطياً كلّ الأبعاد الجهوية والعنصرية والدينية, فهاتان نقطتان أساسيتان يجب معهما نسيان الماضي كلّه بكلِّ مرئياته ومراراته ونستبدل أحقاد الماضي وآثار الحرب التي ليس لها مبرر أصلاً بمحبة في قلوبنا ومؤاخاة أصلاً هي موجودة. * ولكن كيف نطوِّر هذا الفهم في المرحلة القادمة ونجعله جزءاً من أدبيّاتنا بشكل فعّال؟ - أنا أرى أنّ تفعيل هذا الفهم يبدأ بتضمين ذلك في المنهج الدراسي في التربية الوطنية ثم نجعله قيماً في تديُّننا، وهذا سيساعد بالتأكيد على خلق نواة الوحدة والوحدة الوجدانية, ونحن كدولة متوحّدون ولكن كأُمّة غير متوحدين، إذ كان من ضمن النزاعات السابقة .. هل السودان دولة عربية؟ والإجابة بالنسبة للعرب .. نعم دولة عربية, أمّا بالنسبة للأفارقة .. لا .. السودان دولة أفريقية, وكذلك الحال إذا قدم المسلمون إسلامية الوطن على مسيحية الوطن سيجد أيضاً معارضة، فالتخلِّي عن التمسُّك بهذا التناول في المفهوم سيساعد على تبلور الوحدة الوجدانية بجانب الوحدة الجغرافية التي لا مناص منها. * تعتبر أمريكا الآن هي القطب الأوحد وبالتالي فهي تعارض بمزاجها أي استثمار أجنبي وتحديداً الاستثمار الصيني في مجال البترول ما هي رؤيتكم لذلك؟ - هذا افتراء واستفزاز لمشاعر السودانيين، إذ كيف تتدخل أو تعارض أمريكا الاستثمار الصيني في السودان، وهل كان السودان مخزوناً استثمارياً أمريكياً يحرم على غيرها الاقتراب منه أو يستثمر فيه. أنا أعتقد أنّ سياسة الدولة واضحة, في أنّ السودان بلد غني بالموارد الطبيعية لمنفعة البشرية جمعاء إلاّ من أبى .. بمعنى أنّ الأمريكان لو رفضوا الاستثمار في السودان وفضلت خيار الحرب والعقوبات لا أعتقد أنّ السودان سيقف مكتوف الأيدي بل لا بد له أن يبحث عن بدائل وجهات أخرى لها الرغبة في الاستثمار، ذلك لأنّ مصلحة السودان تقتضي ذلك، وحقيقة نحن سعيدون باستثمار الصين في مواردنا ونشجع استثمارها في البترول والتوسع فيه، أما الأمريكان فلهم أن يختاروا إما الاستثمار في مواردنا وفق المصالح المشتركة أو نصب العداء لنا وفرض العقوبات التي لا مبرر لها.