إلى صفاء روحها، تلك الفراشة الملونة بألوان قوس قزح، إلى صديقتي العزيزة الشاعرة سوزان عليوان التي اعتبرت أن (الوطن خرافة) وما زالت تبحث عنه على خارطة هذا العالم، ولا تملك سوى أسلحتها البسيطة قلمها، أجنحتها الورقية، حلمها، وفرشاة الفرح، أهديها نبض حروفي وسط عالم ابتلع السواد نجومه. قرب سور الحديقة التي كنت أرقبها من بعيد، دهست وردة حمراء، كنت أسقيها بحنان أنفاسي. أما الطائر المغرد لم أعثر صباحاً سوى على قصاصات ريشة متناثرة فوق رمال ساخنة. غربة تأصّلت في داخلي. عالم أشبه بشجرة الليمون الجافة سيبدلون لون القمر .. ويغتالون شعاع النهار .. على قارعات الألم يبعثرون أحلامنا لم يبق سوى ليل ملتهب وأرواح مهاجرة تقتات الألم .. وبقايا ألوان باردة حمراء موحشة عانقت الطرق لم يعد يكتبنا قلم الحبر والألوان الشمعية. لم تعد ترسمنا أوراق السرو معطف القسوة يرتدي وجه المدينة. ينزف دموع صغاره المضاءة بالألم وجه مسربل بالضباب لا شيء .. سوى ريح تنوح .. وقمر يختنق هناك ستتشكّل حقول الخزامى وبراعم الياسمين سنحتفل يوماً بموكب المطر سنعيد للكائنات معناها ستهدينا أحلامك البنفسجية مع سرب من فراشاتك الملونة وتحت المطر ترسمين ألوان قوس قزح .. ستلونين المشهد كما لو في الحلم وستكتبين العالم بوجه أبيض وسيضيء أناملك سرب من النجوم تتساقط فوق حروفك ورذاذ دافئ منهمر. وتهدين أطفال العالم بالونات تصنعيها من شذى روحك عندها تكملين الحلم الذي توقف.