(كل فتاة بأبيها معجبة) مثل عربي قديم.. لكنه بالنسبة لي مع أمي إعجاب يفوق حد الوصف.. فقد كانت لي أماً وأباً في نفس الوقت بعد أن فقدت أبي العزيز ولمّا أبلغ الأسبوع.. وليس غريباً أنني كنت لا أستطيع حبس دموعي الغزيرة مع كل مقطع أكتبه من هذه القصيدة التي كتبتها بعدما فارقت سكن الوالدة في القصيم: أماه جئت أَخُطٌ فيكِ قصائدي.. وأُجيلُ شِعري في فضاءِ عُلاكِ وأتيت والأفراحُ تحملُ خافقي والشوقُ يحدوني إلى لُقياكِ وأتيتُ والحبُّ الكبيرُ يسوقني في زورقٍ حُلْوٍ إلى مرساكِ وأتيتُ يا أماه - وحدي - لا أرى إلا خيالكِ في طريق لقاكِ وأرى دموعي وهي ترسم بهجتي وأرى هوايَ يقودني لِسَناكِ أماه جئتُ فكيف أكتم عبرتي؟! أم كيف أخفي لهفتي لشذاكِ؟! أماه.. ما أحلى نداءكِ في فمي بل يا ربيع القلب ما أحلاكِ؟! إني أحبكِ، بل أحب لحبك ال دنيا وأعشقُ طولها لأراكِ إني أحبك، لا أحب سواكِ، بل يأبى فؤادي أن أحب سواكِ وأحب فيك محامداً مشهورةً تسبي الفؤاد بسحرها الفتاكِ حلمٌ.. وصفحٌ دائمٌ.. وتجلدٌ وندًى.. وأيُّ ندًى يفوقُ نداكِ؟! أماه ما أحلى كلاماً قلتُهُ هو قول:(أمي آه كم أهواكِ) إني أراكِ فأستفيقُ متمتماً: سبحانَ مَنْ بكمالِهِ سَوَّاكِ! وكساكِ ثوب الحسن وهْوَ مطرزٌ وبأجملِ الأخلاقِ قد حلاكِ وحباكِ قلباً صافياً.. ومودةً دفاقةً تجري كنهرٍ زاكِ أماه يا تاجَ البهاءِ سبيتِني ببهاءِ وجهٍ رائعٍ كَمَلاكِ وملكتِ قلبي وهو ملككِ إنما أضحى الحنينُ إليكِ دونَ سواكِ وملكتِ روحي اليومَ حتى أصبحَتْ تهديكِ عمري كي يكونَ فداكِ أماه! ما أسمى الهوى إن كان في مجموعه كهوايَ أو كهواكِ!