حقيقة تعليمنا ستكشفها لك بوضوح طبيعة ما يجري من أحداث وتفاعلات داخل فصولنا. إن بعض الممارسات التربوية القاصرة داخل الفصول قد تفقدنا طلاباً كان يمكن أن يكون لهم شأن آخر. عندما يخرج الصغار من التعليم صفر اليدين فهذا ليس ذنبهم، بل هو غالباً ذنبنا نحن الكبار. نحن نعلم الناشئة مهارات القراءة والكتابة والرياضيات وغيرها من المهارات ومع ذلك لا نحقق ما نريد بدرجة كافية من الرضى، وهذا يعود سببه إلى أن تعاملنا مع الطفل يتجاهل الجوانب المتعلقة بوجدانه وإنسانيته وفرديته، حتى عندما نتعامل مع الجانب العقلي للطفل تجدنا نكتفي منه فقط بمهارة حفظ واسترجاع المعلومات، وفي أفضل الأحوال استيعاب هذه المعلومات. من الصعب جداً أن تفصل تعليم الطالب عن احترام كرامته ومشاعره وعقله وتقدير حاجاته وتوفير أمنه وغذائه الصحي.كم من طفل أصبحت مدرسته قذًى في عينيه بسبب معلِّم لم يحسن التعامل مع طلابه أو بسبب بيئة مدرسية موحشة. إن النسبة القليلة من الطلاب الذين هجروا مدارسهم وانتهى بهم الحال إلى الشوارع أو الإصلاحيات والسجون كان من الممكن إنقاذهم لو أننا أعدنا النظر في واقع بيئتنا المدرسية ونمط تعاملنا التربوي مع طلابنا، وهذا بالطبع لا يقلِّل من الجهود الكبيرة لمؤسساتنا وقياداتنا التربوية.