تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أمس الثلاثاء لليوم الرابع على التوالي ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية في العديد من المباني والمنشآت، ورافق ذلك تهديدات من وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز بمواصلة سياسة التصفية (المحددة الأهداف) ضد ناشطين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقد استمرت الهجمات الإسرائيلية على الرغم من إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس عن وقف هجماتها بالصواريخ محلية الصنع نحو الأهداف الإسرائيلية، غير أن فصائل فلسطينية أخرى واصلت هجماتها وأطلق مسلحون تابعون لحركة الجهاد الإسلامي صاروخين على الأقل نحو بلدة سديروت لكن المصادر الإسرائيلية لم تعلن عن وقوع أي إصابات نتيجة لذلك. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن المروحيات الإسرائيلية أطلقت عدة صواريخ على طرق في شمال قطاع غزة ما أسفر عن تدمير الجسرين الواصلين بين مدخل بيت حانون وجباليا وإلحاق أضرار على الطريق الثالث في نفس المنطقة دون وقوع إصابات في الأرواح. وزعمت المصادر الإسرائيلية أن هذه الطرق تستخدم من قبل المسلحين الفلسطينيين أثناء عمليات إطلاق الصواريخ على الأهداف الإسرائيلية وخصوصا نحو بلدة سديروت القريبة من بيت حانون. وفي خانيونس بجنوب قطاع غزة دمرت الصواريخ الإسرائيلية مكتبا تابعا لحركة فتح ومحلا لتغيير وصرافة النقود يعود للمواطن الفلسطيني صالح البشيتي، غير أن المصادر الإسرائيلية زعمت أن المحل يستغل من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس لتحويل الأموال من الخارج، مشيرة إلي أن مالك المحل كان قد اعتقل قبل شهرين واتهم بأنه حوّل مئات الآلاف من الدولارات لصالح حركة حماس. وأكد شهود عيان أن المحل دمر وألحقت أضرار في عدد من المحال المجاورة. وقال شهود عيان، في وقت لاحق، إن طائرات إسرائيلية أطلقت صاروخاً على مخيم خان يونس في قطاع غزة في وقت مبكر أمس الثلاثاء بعد دقائق من إغارة طائرات على مدينة خان يونس، ولم يتضح على الفور هدف الغارة. وبالإضافة لكل ذلك فقد واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز اف 16 طلعاتها وغاراتها الوهمية في قطاع غزة، مصدرة أصوات انفجارات مفزعة ألقت الرعب في صفوف المواطنين وخاصة الأطفال. وتوعدت حركة الجهاد الإسلامي ومجموعات عسكرية أخرى بالانتقام لمقتل محمد الشيخ خليل المعروف باسم الهشت وهو القائد العسكري البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والذي اغتالته إسرائيل يوم الأحد بقصف سيارته بينما كان يسير على الطريق الساحلي غرب مدينة غزة كما قتل مرافقه نصر برهوم في نفس الهجوم. وفي إطار هذه الاعتداءات أيضاً فقد أعلنت ناطقة عسكرية إسرائيلية أن جيش الاحتلال اعتقل 82 ناشطاً فلسطينياً من أعضاء حماس والجهاد الإسلامي، ليل الاثنين الثلاثاء في الضفة الغربية. وأوضحت الناطقة أن غالبية الاعتقالات جرت في رام الله وبيت لحم والخليل. وبذلك يرتفع إلى 379 عدد الناشطين الذين اعتقلوا في مدن مختلفة في الضفة الغربية منذ الأحد. ويوجد بين المعتقلين مسؤولون سياسيون وعسكريون من حماس بينهم الشيخ حسن يوسف الذي يعتبر أحد أبرز قادة الحركة في الضفة الغربية. ومن جانب آخر دعت الولاياتالمتحدة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التزام الهدوء بعد هذه الاعتداءات المتواصلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك (كنا خلال نهاية الأسبوع على اتصال مع الطرفين.. طلبنا منهما الحفاظ على مناخ من الهدوء خال من العنف). وبدلاً من مخاطبة المعتدي وهو إسرائيل فإن واشنطن قالت على لسان المتحدث الأمريكي إنه (من المهم أن تحترم التزاماتها بوقف الهجمات الإرهابية وتفكيك المنظمات الإرهابية)، على حد تعبيره. وعلى صعيد آخر قال محقق للأمم المتحدة يوم الاثنين إن إسرائيل تسعى جاهدة لتقليل أعداد الفلسطينيين الذين يعيشون في القدسالمحتلة وفي الوقت نفسه زيادة أعداد سكانها اليهود لتقويض المطالبات بالقدسالشرقية لتكون عاصمة دولة فلسطينية في المستقبل. وقال أستاذ القانون الجنوب إفريقي جون دوجارد إن المستوطنات اليهودية في القدسالشرقية يجري توسيعها والقرى الفلسطينية يجري تمزيقها عن طريق إزالة المنازل الفلسطينية وإقامة حدائق عامة. وأضاف دوجارد قوله في تقريره السنوي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة (حتى في المدينة القديمة فإن المستوطنات اليهودية يجري توسيعها). وقال دوجاردإأن الجدار الحاجز الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية وتزعم أنه يبعد المفجرين الانتحاريين الفلسطينيين سيؤدي وحده إلى إبعاد نحو 55 ألف فلسطيني من القدس حينما يتم تشييده في القدسالشرقية كما هو مزمع حالياً. وأضاف قوله إن الجدار الحاجز سيبعد أيضاً 50 ألف فلسطيني آخرين لديهم وثائق هوية سكان القدس لكنهم يعيشون الآن في قرى خارج حدود المدينة لأنهم لا يجدون مساكن داخل المدينة (نتيجة لمصادرة أراض والقيود على البناء. ومضى يقول (هذا يعني أن الجدار سيضر أكثر من 40 في المئة من فلسطينيي القدسالشرقية وعددهم 230 ألفاً).