لكل بلد يوم تعتز به اعتزازاً شعبياً وليس دينياً.. منبع العزة في يومنا هذا هو منبع عز للإسلام والمسلمين، وحُقّ للعالم الإسلامي ان يعتز معنا بهذا اليوم، لماذا؟ لأن الله بدل الخوف بالأمن والفقر بالغنى والفرقة بالاجتماع، ليس لأي بلد ولكنه لبلد الحرمين وقبلة المسلمين ومأوى أفئدة القانتين الراكعين الساجدين.. هذا اليوم يوم من أيام التاريخ الخالدة التي سطر فيها الملك المؤسس رحمه الله أروع إنجازات القرن وأعظم احداثه ومعجزاته لصدقه رحمه الله مع عقيدته ووطنه ومواطنيه.. وعندما يصدق المسلم مع ربه سينال بإذن الله العون والتوفيق والسداد، وهذا ما تحقق للملك المعجزة عليه رحمة الله. ولقد سار على نهجه ووصيته أبناؤه الملوك البررة، فكرسوا جهودهم لنصر الإسلام والمسلمين وبذل الغالي والنفيس من أجل أن يحافظوا على هذا الكيان العظيم، فحملوا الأمانة ونصحوا للرعية وكرسوا حياتهم لخدمة الدين ثم الوطن.. فرحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم الجنة. وإن كان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله يعتبر عهد نهضة الحرمين لما شهداه من نقل في التوسعة والبناء بشهادة واجماع العالم كله، وسلك مسكله وسار على طريقه ساعده الأيمن ورجل المواقف خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله الذي نسأل الله أن يعينه على أمور دينه ودنياه ليكمل المسيرة، وهو الذي يسر ويسعد بكل ما يحقق عز ورخاء المواطن في هذا البلد الطاهر بمساعدة ومؤازرة من ولي عهده وساعده الأيمن الأمير سلطان حفظهم الله أجمعين. أقول ان التعرف على هذه الانجازات الخالدة يحتاج منا إلى توعية هذا الجيل الناشئ كيف تم التوحيد وكيف كانت البلاد من قبل، كيف كان العيش، كيف كانت الأحوال الاجتماعية والظروف.. وهذه مسؤولية المدرسة لننظر لهذا اليوم نظرة تأمل ونعطيه حقه من الحديث، عن وطن أصبح شامخاً يضاهي الدول العظمى في منجزاته وحضارته.. ليحدث الوالد ابنه عن هذا اليوم.. لا تعظم هذا اليوم لكن لا يمر كسائر الأيام. ومن الطريف ان سأل طفل أمه عما هو اليوم الوطني، فقالت الأم هو يوم عطلة، فكنت حاضراً وقلت لا هذا يوم التوحيد يوم البناء يوم الوفاء يوم غيّر مجرى تاريخ هذا الوطن.. فنصيحتي لكل رب أسرة أن يذكر ابناءه بسالف ما قبل التوحيد وحاضر ما بعده ليكبر في نفس الناشئ حب وطنه وانتماؤه إليه. والحديث عن هذا الموضوع يحتاج منا إلى كثير من المقالات، لكنني أحببت أن أظهر شيئا مما في النفس.. أسأل الله التوفيق للجميع.