اقرأ للأستاذة فاطمة العتيبي باهتمام، لكونها تتمتع بطرح متزن وواقعية محمودة في أغلب كتاباتها، فضلاً عن أن أفكارها المتجددة لكثير من المسائل التي تتناولها، لذلك وجدت ما كتبته في زاويتها عن (المذيعة الأمريكية أوبرا وينفري) خروجاً عن نهجها المعتاد، وذلك في عدد الجزيرة (12035) الصادر يوم السبت 6 شعبان 1426ه الموافق 10 سبتمبر 2005م، فالكاتبة تنتقد بطريقة غير مباشرة (الغضبة المضرية) التي بدت على كتاب وكاتبات سعوديين إزاء إحدى حلقات برنامج المذيعة أوبرا، التي تناولت فيها وضع المرأة السعودية وجاءت بالمذيعة رانيا الباز مثالاً على ما تتعرض له هذه المرأة في بلدها من عسف وتعد، تقول الأستاذة العتيبي: وفي برنامج (أوبرا) الشهير لم نحب أنْ نرى أنفسنا أيضا صورة النسوة بعباءتهن القديمة اعتبرناها تهجماً مع أن نساء كثيرات في شوارعنا ما زلن يرتدين العباءة بهذه الطريقة. بمعنى أن (أوبرا) قدمت العباءة (النموذج)، وقالت (أوبرا) إن المرأة في السعودية لا تقود السيارة، وما الذي يغضب في ذلك.. أليست هذه الحقيقة؟ قالت (أوبرا) إن رانيا الباز واحدة من نسوة يُضربن في السعودية، وتطلب منهن الثقافة الاجتماعية أن يكن طائعات لأزواجهن، وهذا لا يغضب أيضاً أحداً فلدينا نساء يضربن مثل كل بلدان العالم وأوبرا ليست الوحيدة التي بالغت في الحديث عنا (انتهى)، هنا أتوقف مع طرح الأستاذة فاطمة، لأنها بالأساس لم تدرك (سبب) تلك الغضبة من تصريحات أو أقوال الأمريكية أوبرا، فالمسألة ليست تصويراً للباس عباءة سعودية، أو حديثاً لقضية عدم قيادة المرأة للسيارة! أو حتى لحالات الضرب ضد النساء! إنما تتمحور المسألة أن هذه المذيعة الأمريكية استثمرت الموقف بأبعاده التي تتناول العباءة وقيادة السيارة والضرب الزوجي في تصويرأنه (الواقع الذي تعيشه المرأة السعودية)، ولا أدري لماذا تجاوزت الكاتبة تصريح هذه المذيعة عندما قالت: إن المرأة السعودية تعيش وضعاً سيئاً بين نساء العالم، مشكلتنا مع هذا التصريح الخطير الذي يعبر عن نفسية حاقدة، لا تمتلك أدنى درجات الحياد والواقعية، والطريف في الأمر أن الكاتبة فاطمة تناقض نفسها في ذات المقال فهي تقول: أوبرا ماذا نتوقع منها، وهي منذ خمس سنوات تقرأ في الإعلام الأمريكي الذي هو ابنته الكم الكبير من الحديث السلبي عن بقعة نفطية صحراوية خرج منها في سواد الليل فتيان قادوا العالم نحو هاوية الإرهاب.. وقتلوا الأبرياء وفجروا الطيارات والمتروات، غير أنها في موضعٍ آخر تقول: والحقيقة أنني لم أغضب.. لأنني أحاكم أوبرا وفق نسقها الثقافي والقيمي، ولذا فهي لم تخطئ، ولقد قدمتنا كما نحن فلماذا نغضب هل نحن نكره رؤية أنفسنا بحقيقتها.. ألسنا مقتنعين بما نحن عليه ذن!؟ فهل ترى الأستاذة الكاتبة أن الرؤية الحقيقية لأنفسنا أن المرأة السعودية تعيش وضعاً سيئاً بين نساء العالم؟