السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأت يوم السبت 6-8-1426ه مقالاً للأستاذة فاطمة العتيبي فأثار فيّ تساؤلات وددت طرحها في صفحتنا المحبوبة عزيزتي الجزيرة، حيث تتساءل الكاتبة عن سبب غضب المجتمع السعودي من برنامج (اوبرا وينفري) وتبدي إعجابها الشديد به.. وقبل أن أبدأ في الرد على مقالتها بهذا الخصوص استغربت اكثر من مقدمتها، حيث تقول ان كل - أضع خطين تحت (كل) - أهل منطقة يشعرون بالحرج من لهجاتهم سيما حين تُذاع!!. الواقع أني لا أدري هل اعتمدت الكاتبة على استبيانات واحصائيات حتى تخرج بهذا التعميم؟؟.. آمل موافاة القراء في حال توافره للاستفادة!!. لكن الحقيقة تتجلّى في أن كل مواطن سعودي فخور بلهجته الدالة على منطقته العريقة في المملكة العربية السعودية عدا بعض الحالات النادرة التي تظن ان بتغييرها لهجتها ستنطلق الى ميادين الحضارة والصواريخ الفضائية!!. وسبب غضب البعض من المسلسلات التي تتحدث بهذه اللهجات يعود الى ان هذه المسلسلات قد تعرض هذه اللهجة بطريقة تهريجية بحركات اسفافية ظانة أن هذا سيضحك الجمهور!!. ثم تتهجم الكاتبة على أنموذج العباءة الساترة لتفاصيل الجسد، وهي عباءة الرأس الواسعة، وتقول اننا غضبنا لعرضه في برنامج أوبرا. فأقول: أستاذتي فاطمة.. قد كنتُ احدى طالباتك واحدى المحبات لأسلوبك في الكتابة.. وقد علمتك حريصة على الخير وتوجيهك لنا بالحرص على لبس العباءة الساترة في المدرسة.. فلا أظن ان تسميتك للعباءة الساترة بالقديمة إلا زلة (قلم)؛ فنحن نعلم يقيناً ان ديننا ليس فيه قديم ولا جديد، وقد أفتانا الشيخ ابن جبرين - حفظه الله - عند سؤاله عن لبس العباءة الضيقة أو المحجمة للجسد، ولو على الرأس أو ذات اللف وما إلى ذلك من تبرج في العباءة.. بقوله: يظهر منع هذه العباءات المبرزة مفاتن المرأة أو المحجمة وسط المرأة او ذات الأكمام، كذلك النقاب الواسع الذي يجعل المرأة فتنة للناظرين، فعلى المرأة المسلمة الابتعاد عن هذه الأكسية الجديدة، والاقتصار على ما كان عليه نساء المسلمين في أول عهود المسلمين. (انتهى). وما علمنا أستاذتي.. عباءة جديدة خلت من ذلك. أستاذتي.. نحن لم نغضب لعرض صورة مشرقة لتمسك المرأة السعودية بالحجاب، بل نحس بالفخر ونعلم يقينا ما تعانيه نساء الغرب من تهتك وعري وامتهان حتى في أرقى الإدارات الاجنبية والمناصب هناك!!.. ونتذكر قول الليدي ديانا عند رؤيتها لوضع المرأة السعودية وارتقائها في المناصب: أشعر بالغبطة تجاهكن، فكل من حولي ينظر الى تفاصيل جسدي ووجهي قبل ان يسمع فكري!!. ولعلنا نأمل ان ترى المرأة الغربية حشمتنا في برنامج أوبرا، فيكون سبباً في هدايتها (فتكون رمية من غير رام)!. وحين غضبنا من أوبرا فلأن برنامجها - معلوم تماماً طريقة عرضه المحتوية على لمز وغمز وايحاءات بائسة بعرض نموذج مُضطهد كتعميم كليّ - يوحي الى العامة أو بعضهم بأفكار مشككة له في ذاته وقيمه.. وهنا مكمن الخطر. وبعض نسائنا تضع كلمة (قالت أوبرا) كمنهج أو مرجع يعتد به، مغطية وجهها خجلا من (أوبرا) متناسية ان أسلوب حياتنا ولبسانا كله مستمد من الشريعة الإسلامية التي ما كنا لنعلو - بعد الله - دونها..!! فقيادة المرأة السيارة أمر تكلم فيه ابن باز وابن عثيمين وبينا خطره وأفتيانا فيه - رحمهما الله - ولا كلام بعد كلام ورثة الأنبياء!!.. وقد بيّن ديننا أهمية التعامل مع المرأة في آخر حجة للرسول صلى الله عليه وسلم حين قال (استوصوا بالنساء خيرا) ولا نعمم نموذج رانيا. أما هذه القائمة من الكاتبات والإعلاميات اللاتي تحدثت عنهن أنهن يشوهن صورة المرأة السعودية معتمدات على منهج - خالف تُعرف - فأقول ولله الحمد لا تستطيع الزوابع الرملية حجب شمس مكانة المرأة السعودية في المدارس والجامعات والمستشفيات. ثم أعود لنقطة وصم بلادنا بالارهاب فأقول: هؤلاء الشرذمة (مدحورون أينما ثقفوا) من صنع الارهاب الغربي!. وأحب ان اطمئنك استاذتي ان قيمنا ان شاء الله لن تتغير.. ولو دعتنا (أوبرا) الى برنامجها للبينا دعوتها بحجابنا الساتر ولدعوناها الى الإسلام. وإني أتمنى عرض برامج توضح حال المرأة الغربية من تفكك وضياع أسري ليعلم بعض العامة الأمن والرخاء الذي نعيشه.. سننطلق بإذن الله استاذتي الى الأمام.. والعلوم.. وحجابنا جنباً الى جنب منها.. فلا تنسينا من دعائك أستاذتي الفاضلة.