رحل الفهد، أحقاً رحل الفهد بن عبد العزيز!؟ ملك كريم، وقلب نبض بحب الجميع. ياله من يوم عصيب حين فقدناك، خطب جلل ومصاب عظيم. إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب. (فهد) اسم ترددت أصداؤه، وملك أسر العالم بحكمته وحنكته وعطائه. سيفخر التاريخ حتماً لأن اسمك قد دون فيه، فأنت خادم الحرمين الشريفين، وفي عهدك شهد الحرمان الشريفان أعظم توسعة لهما. سيدعو لك كلُّ مَنْ صلى وطاف بالبيت العتيق، فلمس الأمن والأمان. سيدعو لك كُلُّ مَنْ شرب ماء زمزم. سيدعو لك كُلُّ مَنْ حج أو اعتمر وحصل على نسخة من المصحف الشريف. سيدعو لك كُلُّ مَنْ قصد المسجد النبوي وتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. آه يا فهد فقد جف القلم، وعيني قد غلبها السهد. إن عزاءنا الوحيد أن قيض الله لنا عضدك ومساعدك الأيمن الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود ليكمل المجد بعدك، وكذا سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. ونحن نبايعهما على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر. فرحمك الله يا فهد بن عبدالعزيز وجعل مثواك الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين. إضاءة: لقد شاهدت، كما شاهد غيري، الجموع الغفيرة التي حضرت الصلاة على خادم الحرمين الشريفين من أنحاء العالم شتى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على محبة الناس لذلك الرجل العظيم فهد بن عبد العزيز (رحمه الله). عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل إنَّ الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض). رواه البخاري.