في مثل هذا اليوم من عام 1953 أصبح الزعيم السوفيتي نيكيتا خورتشوف أول سكرتير عام للحزب الشيوعي السوفيتي.جاء استحداث هذا المنصب بعيداً عن منصب رئاسة الدولة السوفيتي بعد نحو 36 عاماً على قيام الدولة السوفيتية نتيجة الصراع على السلطة بين التيارات المتصارعة داخل الحزب الشيوعي في أعقاب رحيل الزعيم السوفيتي الأبرز جوزيف ستالين الذي حكم الاتحاد السوفيتي ما يقرب من الثلاثين عاماً حكماً ديكتاتوريا فردياً.وتركز الصراع بشكل أساسي بين خورتشوف ووزير الداخلية الأشهر في تاريخ الاتحاد السوفيتي لافرينتي بيريا الذي اشتهر بسياساته الدموية في مواجهة مناوئي النظام.وفي محاولة لاحتواء هذا الصراع الذي تفجر في وقت كانت الحرب الباردة فيه قد اشتعلت بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة تم الاتفاق على تقاسم السلطة بين رجلي الحزب القويين. وحصل خورتشوف على منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي ورئيس الدولة. في حين أصبح بيريا رئيساً للوزراء.ولم تمض سوى شهور قليلة حتى تمكن خورتشوف من الإطاحة بخصمه اللدود بيريا حيث جرى عزله وتجريده من مناصبه ومحاكمته بتهمة الخيانة والفساد وإعدامه في ديسمبر عام 1953م. وبعد أن انفرد خورتشوف بالحكم قرر بدء حملة لإصلاح نظام الحكم والكشف عن الجرائم التي ارتكبت في عهد ستالين. وفاجأ الوفود المشاركة في المؤتمر العام للحزب الشيوعي السوفيتي في فبراير عام 1956 بالكشف عن خطابه السري الذي كان قد رفعه إلى المكتب السياسي للحزب الشيوعي في عهد ستالين ويندد فيه بالطابع (الشخصي الفردي) للحكم واتهم ستالين بارتكاب العديد من الجرائم أثناء سنوات حكمه.