أشاد الدكتور محمد بن حمود الطريقي المشرف على حملة الأمير سلطان بن عبد العزيز لرعاية التثقيف الصحي والتأهيل رئيس المجلس العالمي الإسلامي للإعاقة والتأهيل بالنجاحات التي حققتها حملة الأمير سلطان بن عبد العزيز للرعاية الاجتماعية في العديد من الدول العربية من خلال إبراز قضايا المعوَّقين وهمومهم وتقديم كافة المساعدات لهم. ولفت د. الطريقي في تصريح خاص ل(الجزيرة) إلى أن الحملة قامت بدور مهم في إبراز قضايا المعوَّقين اجتماعياً وصحياً وإعلامياً من خلال طرح قضاياهم بجرأة على أسس المكاشفة والشفافية والحوار الصريح والنقد الذاتي من خلال العديد من الندوات والمؤتمرات للتأكيد على أن هذه الحرية والأهمية بالمعوَّقين جاءت من منطلق ما فيه مصلحة الأوطان. وأكد الدكتور الطريقي أن من ثمار حملة الأمير سلطان بن عبد العزيز للرعاية الاجتماعية انطلاق أول مركز أبحاث في الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان الذي يُعنى بتقنين حقوق المعوقين وتفعيل التشريعات الخاصة بهم من خلال التنمية، وقد جاء لتوفير بنية معلوماتية أساسية حول حالات الإعاقة ومدى فاعلية قوانين المعوقين في المنطقة، كما يسعى المركز إلى إيجاد نوع من التنسيق بين منظمات المجتمع المدني، ومراقبة التأهيل ومدى تطبيق القوانين والتشريعات الخاصة بالمعوقين، وحفز الدول والمجتمعات إلى زيادة الوعي بقضايا التنمية، ونشر وتحديث العلوم وتوطين المعارف ومجالات التآلف والترجمة والتعريب، معتبراً أن هذه الأهداف تشكل الأساس الأول في التنمية التي من خلالها يمكن لهؤلاء المعوقين الحصول على حقوقهم. وقد تناول في حديثه حملة الأمير سلطان بن عبد العزيز للرعاية الاجتماعية والتثقيف الصحي والتأهيلي في اليمن التي شملت عدة محافظات يمنية والتي وصفها الدكتور الطريقي بأنها مرحلة استرشادية للوقوف على مدى الاحتياجات الفعلية للمعوقين اليمنيين، وأن المرحلة الثانية ستشكل عشرة أضعاف ما تم تقديمه في المرحلة الأولى برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله وإنفاذاً لتوجيهات سموه الكريم الذي لم يبخل بأي نوع من أنواع الدعم على كافة المستويات ولكل المناطق في عالمنا العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن هناك فكرة تلوح في الأفق ستسهِّل بلا شك مسيرة حملة الخير المباركة من خلال اعتماد الحملة ضمن أعمال مجلس التنسيق السعودي اليمني للحصول على تمويل مستمر وفق استراتيجية واضحة. وأوضح الدكتور أن حملة الأمير سلطان بن عبد العزيز للرعاية الاجتماعية للتثقيف الصحي والتأهيلي تمثل نموذجاً متكاملاً من عطاء منظَّمات المجتمع المدني، منطلقاً من أن الرعاية الاجتماعية بمفهومها الشامل تشكل الهاجس الأكبر لطموحات الأفراد داخل المجتمعات؛ لما تحققه من شعور دائم بالأمن النفسي والاجتماعي. مشيراً إلى أن الحملة قد قامت بعمل مشاريع بحثية من خلال مسوحات لحالات الإعاقة والفقر في العالمين العربي والإسلامي، وساهمت في صنع مفاهيم الرعاية الاجتماعية عبر المشاركات العديدة والقيام بنشر الوعي التثقيفي الصحي والاجتماعي والإنساني عبر القنوات الإعلامية التي أتيحت له والتي أنجز فيها الكثير من مؤتمرات في (دول عديدة)، منها: إندونيسيا، والسودان، ولبنان، والمغرب، والأردن، وسوريا، والهند، ونيوزيلاندا، ومصر، والسعودية، وغيرها، وورش العمل والمحاضرات واللقاءات والندوات الداخلية والخارجية، إذ تكفَّلت القنوات الإعلامية من محطات تلفزة وإذاعات وإصدارات صحفية ومجلات برصد هذه الإنجازات، وفي مقدمتها مجلة (عالم الإعاقة.. منبر الأقوياء) ذات الانتشار الواسع في العالم، وتأمين مظلة إنسانية واجتماعية من خلال مد جسور التواصل بين ذوي الحاجة وصناع القرار وأهل الخير عبر عرض مشكلاتهم وطموحاتهم والسعي إلى تحقيقها عبر المخاطبة والاتصال وتوفير كافة القنوات التي تسعى إلى إنجاز ما يمكن إنجازه منها. وفي ظل هذه المعطيات والإنجازات الإنسانية تبنَّت الحملة عدداً من المشاريع الإنسانية في الدول العربية والإسلامية انطلاقاً من مفهوم (تأهيل بلا حدود) الذي تتبناه الحملة. واختتم الدكتور الطريقي حديثه قائلاً: إن حجر الزاوية في تفعيل الحقوق للمعوقين هو دور منظمات المجتمع المدني في إيصال صوت هذه الحقوق بكل حرية وشفافية، معتبراً الحملة نموذجاً لهذه المنظمات عبر كافة برامجها، وفي مقدِّمتها مطبوعاتها التي تتبنى فكر التأهيل على مختلف المستويات بكل شفافية وحرية دون المساس بنهجها في ذلك من قِبل أي أحد كان، مشيراً بجهود المملكة بالاهتمام بالمعوقين، وخير دليل على ذلك ما تتمتع به من سمعة عالية في مجال رعاية وتأهيل وتعليم المعوقين وصدور الأنظمة الخاصة بهم.