لقد قدر الله على الخلق بالفناء صغاراً وكباراً، ملوكاً وفقراء، قال تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، فهذه سنة الله في خلقه لا يستطيع الفرار من هذه الحقيقة ملك معظم أو سلطان جائر، الكل راحل لا محالة، قال الشاعر: هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب ففي يوم الثلاثاء الموافق 25-7-1425ه انتقل إلى رحمة الله الشاب معتز بن عبدالعزيز الحسين أحد حفظة كتاب الله وطلاب العلم. قال تعالى:{فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، عندها حاولت الكتابة عن أخينا الفاضل معتز لكني وجدت نفسي محتاراً عن ماذا أكتب وبماذا ابتدئ، فأنا لست من هواة الكتابة ولا من كتاب الشعر، ولكن دفعني الفضول وحب المشاركة وبعض المواقف التي رأيتها إلى محاولة الكتابة عن شيء من سيرته وكريم سجاياه علها تكون نبراساً يحتذى به.كان معتز شاباً مستقيماً، محافظاً على الصلاة، مداوماً على النوافل، حريصاً على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.كان معتز حريصاً كل الحرص على إتمام حفظ كتاب الله عز وجل، مداوماً القراءة له لذا فقد مَنَّ الله عليه بإتمام حفظه في هذه الإجازة قبل أن توافيه المنية. نسأل الله عز وجل أن يجعله ممن قال فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - :(خيركم من تعلم القرآن وعلمه). كان معتز من الحريصين على طلب العلم الشرعي والجلوس عند العلماء للأخذ منه. كان معتز باراً بوالديه، حريصاً على تلبية رغباتهم، سريع الاستجابة لهم. كان معتز شاباً طموحاً محباً للخير مبادراً في الأعمال الخيرية. كان معتز خلية نحل لا تهدأ في الأعمال الخيرية يعمل بجد ومثابرة ويبذل دون كلل أو ملل. كان معتز يطمح أن يخدم وطنه من خلال تخصصه الجامعي، فقد تم قبوله في كلية الهندسة بجامعة الملك سعود، لكن المنية وافته قبل أن يحقق ذلك. نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها وباب الردى مما نؤمل أقرب كان معتز متفاعلاً مع الصغير والكبير، مع القريب والبعيد، يتميز بعلاقاته الاجتماعية المميزة مع أهل الخير والصلاح.ولنا هنا وقفة مع الصحبة الصالحة وأثرها عليه ولعل من حضر الصلاة عليه لاحظ اثر الصحبة الصالحة في وفائهم له بعد وفاته حيث اجتمعت أعداد غفيرة من الشباب المستقيم التي جاءت للصلاة عليه وكذلك حضرت بل وساهمت في دفنه والدعاء له عند قبره. والأهم من هذا وذاك هو إعلانهم عن إقامة مشروع الوقف لصاحبهم وهو عبارة عن مسجد ومجمع لحلقات تحفيظ القرآن الكريم ودعوتهم الناس إلى المساهمة في هذا المشروع المبارك. فها هم أهل القرآن دائماً سباقون إلى كل خير يهتمون بصاحبهم حتى بعد وفاته ليضربوا لنا أروع الأمثلة في الوفاء لصاحبهم، قال تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ{ فرحمك الله يا معتز كنت نعم الشاب المعتز بدينه همسة: عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمر الله به {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها. [email protected]