الموتُ حقٌ وكل نفس ذائقته، لا يميز بين صغير و كبير ولا بين صحيح ومريض ولا بين غني و فقير ولا يمنعه ذو منصب وجاه بل كل مخلوق له يوم معلوم لا يستأخر عنه ساعة ولا يستقدم ولكل اجل كتاب.. لكن الرحمة لا تزال في قلب المؤمن والذكرى الطيبة هي الراسخة ما بقي الإنسان ففي مثل هذا اليوم من عام 1425هجري شيعت محافظة الرس أحد أبنائها انه الشيخ علي بن عساف العساف الذي انتقل إلى جوار ربه مودعاً هذه الدنيا إلى دار القرار.. نعم لقد فقدت الرس رجلاً من خيرة الرجال رجلاً محبوباً لدى الجميع كبيراً وصغيراً لقد كان - رحمه الله - من الصفوة المبرزين في الأخلاق والتضحية والتواضع الجم بمواقفه الطيبة وبسعة الصدر التي منحه الله إياها منذ ان عرفته محباً الخير للناس ويسعى إلى ذلك بكل أريحية وسماحة نفس وطيب خاطر ما استطاع لذلك سبيلاً. نعم ان فراقك لاشك انه أبكي القلوب واسال الدموع فلله ما أعطى وما اخذ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وانا لفراقك يا أبا عساف لمحزونون ويقول كعب بن زهير: فقلت خلوا سبيلي لا أبالكم فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وان طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول نعم لقد كان موته مصاباً جللاً على قلوب محبيه وعارفيه ممن شرفوا بصحبته وذكراك ستبقى في قلوبنا يا أبا عساف. هذا ونتوجه إلى الله العلي القدير واسع الرحمة والكرم ونقول من قلوبنا: اللهم اغفر له وارحمه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس والهم ذويه الصبر والسلوان واخص بذلك اخوانه وابناءه البررة وهم مثال لبر الابن بأبيه فرحمه الله وجمعنا به في دار كرامته.