قبل يوم أصدرت إدارة نادي الهلال قرارا بتوقيف اللاعب فهد بن نصيب.. وذلك في سلسلة قرارات مماثلة ومعينة ستشرع فيها الإدارة حفاظا على مسيرة النادي وتحركه السليم، وتعزيزا للمكاسب الكبيرة التي حققها ككيان.. يسهم في دعم التقدم الرياضي في بلادنا مع المجموعة الكبيرة من أندية المملكة. وعندما نعلق على هذا القرار لا يهمنا من يكون اللاعب الذي صدر بحقه هذا الاجراء.. فقد يكون اليوم عمر، وغدا زيد، وبعد غد فلان إلى آخر حبات السبحة التي تحتاج إلى أكثر من جرعة حزم حتى تعود الى الانسجام ضمن مسيرة النادي، ولكن الذي يهمنا القرار كقرار.. كاجراء يتخذ في ظل ظروف قد تكون حرجة إلى حد ما! ومع ذلك تأتي الشجاعة الأدبية.. لتنتزع بكل قدرة وجسارة.. ما توقع الجميع الا يحدث. والادارة الهلالية عندما تتخذ اي اجراء أو عقوبة، مثل هذه فهي في تقديري تنطلق من نقطتين. الأولى: التأكيد على أن النادي.. كبناء وككيان هو المهم.. وهو الأولى بالبقاء والمساندة لا مجموعة من الاقدام تحاول التطويح بكل المنجزات التي حققتها العقول المثقفة الواعية ورسمتها لسيره. ثانيا: الابقاء على هيبة النادي وعلى قدرة السلطة الادارية في تنفيذ المخطط السليم الذي يسير عليه. وبالتالي التأكيد على أن انعدام الاخلاص.. والأساليب الصبيانية لن تكون يوما من الايام قادرة على البقاء أو التحرك حتى ولو كان تحركها محدودا الى حد ما! أن أي هلالي.. بل وأي رياضي يعرف مدى ما يبذله اداريو الأندية.. وما تشعر به الجماهير من احتراق داخلي لابد ان يبارك أي خطوة مماثلة تتخذ في نادي الهلال او في غير نادي الهلال.. لكي يبقى اللاعب لاعبا وقبل أن يكون لاعبا هو فرد مخلص.. يقدر الانتماء لناديه ويستشعر المسئولية الملقاة على عاتقه، بل على الاقل إذا لم يكن كذلك فليعمل لنفسه ولمستقبله ولسمعته، كقدرة اعطتها الجماهير نظراتها.. واحاطتها برعايتها واهتمامها. ولن يضير الهلال لو أوقف أكثر من لاعب.. وشطب أكثر من لاعب بل ولن يضيره لو خرج من هذا الدوري والدوري القادم والذي يليه وحتى الخمس أو العشر سنوات القادمة وهو خالي الوفاض يقتعد قاع الدوري ويكنز شباكه بعشرات الأهداف ويمنى بعشرات الهزائم، من أن يأتي لاعبون يتحكمون في مقدرات الفريق ويفرضون اقدامهم العرجاء على قائمته.. ويضربون بمنجزاته وهيبته عرض الحائط ويهزأون بكل ذرات الاخلاص التي تختزنها الآلاف من قاعدته الشعبية العريضة. وقبل العام الماضي لعب الهلال بقدرات صغيرة وأقدام شابة لم يكن فيها النصيب ولا سلطان وشمروخ وبن عمر والنور وناجي.. وابو حطبة ونبيل وغيرهم من الآخرين، واستطاع محمد حسن والحبشي وضاري وغازي وحسين ومحسن أن يرفعوا مكانة الفريق ويطبعوا البسمة على شفاه جماهيره. واستطاع محسن لوحده أن يحقق 42 هدفا في موسم واحد فقط. ولعبوا لأن ثمة اجراء مثل هذا.. اعاد للجميع اخلاصهم وتفانيهم واليوم هم في حاجة إلى تلك الجرعة مرة اخرى ليعرف كل لاعب درجة عطائه ودرجة تفانيه لناديه.