في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون بعد ظهر يوم الأحد الماضي انه لن تكون هناك مرحلة ثانية لفك الارتباط (في إشارة إلى رفضه لمبدأ الانسحاب من الضفة الغربية والقدس الشرقية)، في ذات الوقت أفاد مصدر إسرائيلي، مساء يوم الأحد ذاته أن منظمة حقوق الإنسان في إيطاليا قدمت طلبا رسميا إلى لجنة جائزة نوبل للسلام في اوسلو، ترشح فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، اريئيل شارون، لنيل الجائزة زاعمة انه وضع الأسس لاتفاق سلام إسرائيلي-فلسطيني، وان العالم كله ينظر إليه بتقدير إزاء قيامه بفك الارتباط مع قطاع غزة..!!! وعلى ما يبدو تناست المنظمة الايطالية، أو تجاهلت الجرائم الحربية التي ارتكبها شارون في حياته العسكرية والسياسية ضد ابسط حقوق الإنسان التي يفترض بالمنظمة الإيطالية الدفاع عنها، وهي الحق في الحياة.وقال شارون، بعد ظهر الأحد انه لن تكون هناك مرحلة ثانية لفك الارتباط، مضيفا أن إسرائيل ستفاوض الفلسطينيين حول خارطة الطريق فقط بعد قيامهم بتفكيك ما يسميه (التنظيمات الإرهابية) وإجراء إصلاحات جدية في الأجهزة الأمنية الفلسطينية..!! وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت احرونوت العبرية ونشرتها مؤخرا بالتزامن مع بدء تنفيذ إخلاء المستوطنين من قطاع غزة: إن (الاحتلال ينتهي عن غزة بتأخير 38 عاما.. كان يتوجب التوصل إلى حل في العام 1967 لكن حسنا أن ذلك تم متأخرا من الا يتم بتاتا.. واليوم أقول لكم اخرجوا من جسدنا لأنه مع الاحتلال لا يمكن العيش بسلام). وقال عباس: ان الشعار الفلسطيني القائل ان (اليوم غزة.. غدا الضفة والقدس) هو حق للفلسطينيين ومطلبهم (وهذا ما نسعى إلى تحقيقه).وقال عباس (بصراحة: أنا اثمن جهود شارون لتطبيق خطته على الرغم من المعارضة داخل حزبه وفي الشارع الإسرائيلي..) وإذا أراد شارون أن نصعد إلى طريق السلام فإنني اطلب ألا تكون هذه (فك الارتباط) الخطوة الأخيرة وإنما عليه مواصلة ذلك في الضفة.وتحدث شارون بصلافة يوم الأحد الماضي أمام الجنود الإسرائيليين خلال زيارة قام بها إلى القاعدة العسكرية التي تضم قوات الأمن المشاركة في إخلاء المستوطنات، في منطقة (عين هشلوشا) في جنوب النقب.. وقال: انه لن تكون هناك مرحلة ثانية لفك الارتباط، مضيفا: (يمكن لخريطة الطريق أن تقودنا نحو اتفاقيات جيدة في المستقبل). وقال شارون إن الهدف المركزي لحكومته بعد الانتهاء من تنفيذ فك الارتباط، هو (إعادة توطين الذين تم إخلاؤهم في قرى زراعية أو جماهيرية، أو بشكل مستقل، مضيفا انه لن يترك الموضوع وسيعمل على توطينهم بالشكل الذي يريدونه). (تذكرة سفر شارون) من مجزرة قبية إلى إقامة الجدار العنصري وبالعودة إلى موقف منظمة حقوق الإنسان في إيطاليا التي قدمت طلب لترشح شارون لنيل جائزة السلام، نُذكر المنظمة الإيطالية بالسجل الحافل لموبقات شارون، الذي قاد القوات الإسرائيلية التي ارتكبت مجزرة في قرية قبية الفلسطينية في الثالث عشر من أكتوبر 1953م، حين خرج بقرار من رئيس الحكومة الإسرائيلي (دافيد بن غوريون)، على رأس الوحدة رقم 101 وكتيبة المظليين رقم 890 لتنفيذ الأمر الذي نص حرفيا على (تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قصوى بالأرواح بهدف تهريب سكان القرية من بيوتهم (حسب ما جاء في أرشيف الجيش الإسرائيلي 207- 56-644).كما يتحمل شارون المسؤولية المباشرة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان في حزيران 1982 والذي قاد إلى مجزرة صبرا وشاتيلا..وهذا مجرد غيض من فيض موبقاته العسكرية التي لم تتوقف حتى عندما تسلم منصبه السياسي كرئيس للحكومة الإسرائيلية، حيث سارع إلى تدمير اتفاقيات أوسلو الإسرائيلية- الفلسطينية، التي يفترض بها أن تكون اتفاقيات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. وأعاد شارون احتلال أجزاء واسعة من الضفة الغربية وعزز الاستيطان الإسرائيلي على أراضي الفلسطينيين.. وأقام شارون الجدار العنصري الذي يحرم عشرات آلاف الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية.وبكشف هذا السجل الحافل بالجرائم الإنسانية، يتساءل مراقبون: كيف تأتي المنظمة الإيطالية بعد ذلك وتدعي أن شارون أظهر جرأة من خلال فك الارتباط مع غزة ووضع الأساس التاريخي لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين؟؟!!