الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظمته على ما أولانا من عظيم فضله وجزيل نعمته ثم الصلاة والسلام على نبي الإسلام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو القدوة والأسوة لكل الأنام الذي حاز الكمال في القيادة والريادة لكماله في أخلاقه وأعماله فما أحب الناس في عصرٍ من العصور محبة المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي من واجبات الدين ثم أحب الناس الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين. وعلى مر العصور فكل قائد وإمام خاف الله في رعيته وأخذ ماله عليهم وأدى مالهم عليه إلا أحبوه وأخلصوا له وذكروه بالخير والإحسان حتى في العصر الحديث وفي بلادنا هذه بلاد الوفاء والعطاء لما قادها المؤسس على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأعطاها حقها وأسند إليها أمر نفسها أحبه الكبير والصغير في حياته وإلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله تذكرت هذه المعاني السامية وتحققت منها لما رأيت مظاهر الحزن والأسى على فقد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وشاهدت الصغار والكبار يدعون له بالرحمة والمغفرة ويذكرون أعماله الجليلة، والكل يأمل له بالرحمة والجنة لأن الناس شهداء الله في أرضه، فمن شهد له العموم بالعمل الصالح فإنه يُرجى له الخير من الله كما تغلغلت في نفسي تلك المعاني لما رأيت إجماع الناس الصغير والكبير والذكر والأنثى والمواطن والمقيم إجماعهم على محبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز أنه حبٌ حقيقي نابعٌ من القلوب عبرت عنه المشاعر والملامح وما ذاك إلا أن هؤلاء القادة السلف منهم والخلف عرفوا الله حق معرفته وعملوا بجد وإخلاص لخدمة الإسلام والمسلمين بل لخدمة الإنسانية كلها تمشياً مع ما يأمر به الإسلام. إن ما شاهده العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة من مظاهر العزاء والمبايعة أكد الصورة الجميلة والواقع الثابت لحال الشعب السعودي الأصيل من التلاحم الحقيقي بين القيادة والشعب، فالشعب هو القيادة والقيادة هي الشعب لا فرق أبداً وإنما هما رأس وجسد لا غنى لأحدهما عن الآخر لأنه جزء حيوي منه، وكل هذا من صنع الإسلام ولقد عاهد ولي الأمر شعبه أن يخدم الإسلام والمسلمين ويحقق العدل بينهم دون تفريق، وكان هذا العهد والتأكيد متوقعاً لأن سيرة الملك عبدالله الماضية هي المحافظة على الدين والوطن والعدل وخدمة المواطن، وكان يكره الظلم ويسعى لمكافحة الفقر، وهذه كلها مسلمات معروفات من أقواله وأفعاله، ولهذا فإن الناس في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علموا زيارة خادم الحرمين الشريفين لطيبة الطيبة ومعه ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز ظهرت على وجوههم الفرحة والسرور، وهو شعور طبيعي لأننا سوف نلقى من نحب ونعبر له بالقول وغيره ما تكنّه القلوب من المحبة والطاعة والولاء لولاة الأمر في هذا البلد الذي هو مأرز الإيمان ومنبع الرسالة. إن لقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومعه ولي عهده الأمين بأهل طيبة الطيبة في هذا الوقت بالذات لقاء له خصوصيته نباشره بالبيعة ونؤكد له الولاء والسمع والطاعة ونظهر له ما نكنه له ولمن سبقه من المحبة العظيمة والشكر الجزيل على ما تلقاه هذه المدينة من عناية ورعاية واهتمام، ولاشك أن التعبير عن المحبة وإظهارها لمن تحب بالقول أو الفعل من أخلاق الكرام وخصوصاً محبة الأئمة وإظهار الولاء والطاعة لهم لأن فيها مصالح عظيمة تبين ما عليه حالنا من التلاحم الحقيقي بين الراعي والرعية وهي صفعة قوية، وكف عن حجارة رمينا به في وجه من يشكك في صدق تلاحمنا كما أنه دليل ظاهر وقوي على نضج هذا الشعب وإدراكه لمصلحته الحقيقية في وحدته والتفافه حول قيادته والسمع والطاعة والرضا والنصح وأداء الأمانة وعمل كل ما يجمع الناس حول بعضهم ونبذ كل ما يفرقهم، فهذا هو الذي يحقق لنا الأمن والرخاء ويدفع عنا الفتن والكوارث التي نشاهدها تأكل من حولنا.. نسأل الله السلامة والعافية وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته