الحمد لله الذي أمر بجمع الكلمة ووحدة الصف فقال سبحانه: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وقال سبحانه: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} أحمده سبحانه وأشكره على نعمة الأمن والاستقرار القائل {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم} والصلاة والسلام على رسول الهدى معلم الناس الخير الذي أمر بالسمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم صلى الله عليه الذي ما من خير إلا ودلنا عليه وما من شر إلا ونهانا عنه وبعد... فقد قامت هذه البلاد على نهج من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي تعيش اجتماعا واتحادا ومحبة ووحدة في الدين والعقيدة والولاية أورثت محبة واتفاقا واجتماعا ومهابة وتقديرا. ففي هذه المنطقة الشرقية وغيرها من مناطق المملكة حضرت وفود كثيرة من كل حدب وصوب محبة لهذه الأسرة المباركة مظهرة الولاء والطاعة مؤمنة بوجوب مبايعة ولاة الأمر انطلاقا من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) وقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة) فمبايعة ولي الأمر أمر شرعي وتقليد راسخ توارثه هذا الشعب المسلم عن الأجداد والآباء بل هم متبعون لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في لزوم الجماعة وإن إعلان هذه المبايعة وإظهارها أمام العالم كله يوضح بجلاء التلاحم والتراحم والتآلف بين هذه القيادة المباركة والشعب الوفي في أسمى معانيها فهو استفتاء شعبي يؤكد عمق العلاقة التي تربط هذا الشعب بقيادته المؤمنة وحبهم لولاة أمرهم ويوضح بصدق تماسك هذه الأسرة وتقديم ما هو الأصلح للبلاد والعباد ففي تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يحفظه الله وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية الذي أجمع الناس على كفاءته وتفانيه في خدمة دينه ومليكه ووطنه خلال عمله ستين عاما، تأكيد على حرص خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله على استتباب الأمن واستقرار هذه الدولة المباركة. فسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز خير خلف لخير سلف وفي تعيينه وليا للعهد مواساة للشعب فيمن أحبهم وأحبوه وتفانى في خدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة الله عليه نسأل الله أن يجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. كما نسأله جل وعلا أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وأن يمد في عمره على طاعته وأن يشد عضده بولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وأن يرزقهما التوفيق والتسديد والتأييد. كما نسأله جل وعلا أن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه، وأن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يقدمون لهذه البلاد وأهلها من رعاية وعناية. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية