ربما الصدفة أردت أن ألتقي بفئة بل هم ليسوا فئة شريحة تناسوا هذه المحطة الصغيرة العابرة التي يقتسمون فيها الطعام والشراب والهواء.! ثم يذهب أحدهم قبل الآخر، ويبقى ذكرى، ولا يعلم إن كانت حسنة أم سيئة! والغريب أنهم جميعاً يلهثون، حتى الرمق الأخير، والبعض منهم الأمر أن يختلسوا، حتى يصلوا إلى مآربهم.! رغم أنني أحتياج لنفس عميق حتى أستطيع أن أكمل ما رأيته، كيف لهؤلاء أن يعودوا كما كانوا حينما تعلموا صغاراً كيف أن الحرام بيّن والحلال بين! وتناسوا ذلك! من زين لهم الحرام الذي انقلب إلى حلال؟ ومن غرس داخلهم شتلة الخوف، هذا صحيح وذاك خطأ؟ وبعد أن اشتد عودهم، جرفتهم ريح الاستحواذ والطمع والجشع، فأصبحت شريحة تتسابق من أجل أن يحصدوا ملاليم من الدراهم! وتناسوا هؤلاء رحلة البعث والموت والحساب! وزين لهم الأمل أن سفنية الحياة تمضي دون توقف! وما أكثر النسيان وما أقل التذكرة في هذه الحياة التي أصبحت مطمعا بل وأخذا لحق الغير! وما أشقى المحتال، وما أصعب اللحظات التي يأكل فيها حق غيره! فهل من أمل حتى يعود المتناسون إلى كتاب الله وسنة النبي- عليه الصلاة والسلام-؟ ليعملوا بمقتضاه وبحكمه في جميع معاملات حياتهم بعيداً عن الجشع والطمع والسلب الذي استحوذ على نفوسهم الضعيفة! فالحياة قصيرة وإن طالت بأيامها سوف تقف ونحاسب لا محالة! فمتى نستيقظ ونعود كما كنا تحمل أفئدتنا النقاء والصفاء متناسين حب الذات وشهوات الدنيا وزخرفها الخداع البراق! مرفأ: الخير بذرة في النفس!