قُيّض لي أن أزور الطائف مؤخراً للمشاركة في اجتماع دوري لمسؤولي المؤسسة من مختلف محطات التحلية في المملكة، وذلك بعد سنوات طويلة من الغياب، وقد شاهدت ما أصاب المدينة من تطور وتنمية حقيقية في جميع المجالات، إن الطائف بهوائها العليل وأهلها الطيبين، ومناخها اللطيف وفواكهها اللذيذة وشوارعها النظيفة وحدائقها الغناء وميادينها الفسيحة ومبانيها الجميلة أصبحت عنوانا جاذباً للسياحة الداخلية المطلوبة. لقد مرّت سنون عديدة لم تتح لي الفرصة للتفرج على هذا المصيف الجميل.. وعندما نزلت في مطاره الفسيح في الوقت المحدد قلت في نفسي إنني في مدينة لم تتغير بعد، أو أن التغيير شيء غير ذي بال.. ولكن وللمفاجأة رأيت مدينة مختلفة تماماً، فالمناظر الخلابة والعمران الحديث والتغيير قد طال كل زاوية من زواياها.. فالطرقات أصبحت واسعة والعمارات بدت جميلة وكأنك في مدينة أوروبية - إنها درة المصايف الطائف - ثلاثة أيام من أجمل الأيام التي أحسست أنني انتقلت من أجواء صيفية حارة جداً إلى مصيف اتشح برداء الجاذبية السياحية وأصبح الإنسان أياً كان سعودياً أو خليجياً أو عربياً أو حتى أجنبياً لا يفرق وهو في الطائف إن كان في لبنان أو فرنسا أو تونس أو أي مدينة سياحية مع الاحتفاظ بالطابع المحلي التقليدي، فالأماكن الترفيهية أصبحت متوفرة وأصبح للعائلة مكان ترتاده ووجدت الشقق والفنادق وأصبح الجو السياحي متوفراً، لقد أحسنت الهيئة العليا للسياحة صنعاً في إيجاد البيئة السياحية المطلوبة وتجاوبت لجنة السياحة المحلية في الطائف بالتفاعل مع متطلبات السائح والسياحة بتوفير كل الخدمات التي يطلبها، كما أن الفواكه المشهورة بها الطائف متوفرة وفي متناول الجميع في عبوة جميلة واسعار مناسبة، وأصبح البرشومي والتين والخوخ والعنب والتوت والرمان يبهر الإنسان بمذاقه الممزوج بالحلاوة والطعم الطائفي المشهور ولا ننسى الكادي وعطر الورد. إنَّ الطائف قد تغيّرت وأصبحت بحق وجهة للسائحين الذين ينشدون التمتع بالمناظر الخلابة والجو العليل والصحبة الطيبة مع ناس كرماء ذوي بشاشة واستقبال حسن، مع جو الأمسيات الثقافية والقصائد الشعرية والفلكور الشعبي والمجرور والخبيتي ودندنات السمسمية والدف وغيرها. إن اللمسات الجمالية والبصمات السياحية في الطائف شيء ملموس ولا أخال إلا أنني أعيش في عالم آخر وفي مكان آخر ليس في الطائف المأنوس، ولكن هي الطائف فلا يفوتك أخي المواطن والمقيم والزائر أن تنعم بهذه الأجواء المطبوعة بعبق الورد والكادي ورائحة الفاكهة الطازجة، ولا تنس أن تزور الهدا والشفا والردف وغيرها من أماكن متاحة للسائح الذي ينشد الراحة والمتعة البريئة والجو البارد. إنَّ وطنك أحق بسياحتك وجرِّب فسوف تجد أن ما أحسست به صدق وحقيقة.