دخلت المحادثات السداسية الجارية في العاصمة الصينيةبكين حول البرنامج النووي الطموح لكوريا الشمالية يومها الثاني أمس الأربعاء وسط مؤشرات ايجابية من جانب واشنطن وبيونجيانج زادت من الآمال في تحقيق تقدم. وساد جو من التفاؤل الجولة الرابعة من المحادثات السداسية التي تأخرت طويلا والتي تشارك فيها الكوريتان الشمالية والجنوبية والولاياتالمتحدة وروسيا والصين واليابان لكن قليلين يتوقعون حدوث انفراجة مفاجئة. وعقد أعضاء الوفود جلسة موسعة امس استمرت نحو ثلاث ساعات لشرح مواقف الأطراف المشاركة في المحادثات وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا): إن الوفود عقدت اجتماعا آخر في وقت لاحق من يوم أمس. وقال كبير المفاوضين اليابانيين كنيتشيرو ساساي في الجلسة الصباحية على كوريا الشمالية ان تتخذ قراراً استراتيجياً ملموساً تلزم نفسها فيه بالتخلي عن برامجها النووية بهدف جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من القدرات النووية. ونقلت عنه السفارة اليابانية قوله: نأمل بشدة ان تقبل كوريا الشمالية المطالب الخاصة بالتفكيك الكامل لكل برامجها النووية بما في ذلك برنامج تخصيب اليورانيوم بأسلوب مضمون ويمكن الاستيثاق منه دوليا. وأضاف سنطلب من كوريا الشمالية اتخاذ قرار استراتيجي، ولم تظهر أي بادرة على ان بيونجيانج اقتربت من اتخاذ هذا القرار المحوري. وقالت وكالة كيودو اليابانية للانباء نقلا عن مصادر لم تكشف عنها: إنه في محادثاتها الثنائية مع الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء نفت كوريا الشمالية امتلاك برنامج لتخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية ناهيك عن تصنيع القنابل. وكانت كوريا الشمالية قد أقرت بامتلاكها برنامج لتخصيب البلوتونيوم والذي يمكن ان يستخدم في تصنيع الأسلحة، وأجرى وفدا واشنطن وبيونجيانج اتصالات غير مسبوقة في الجولة الحالية في بكين. وعقدت الولاياتالمتحدة اجتماعا ثنائيا نادرا مع كوريا الشمالية يوم الاثنين واجتماعا آخر يوم الثلاثاء مما زاد من آمال ابتعاد المناقشات قليلا عن النهج التصادمي المستمر منذ نحو ثلاث سنوات. ووصف مسؤولون أمريكيون أجواء الاجتماعين بأنها ايجابية وأنها (أجواء عمل)، وقدم المفاوض الأمريكي كريستوفر هيل تعهدات بأن واشنطن ترى ان كوريا الشمالية التي وصفتها الولاياتالمتحدة يوما بأنها جزء من (محور الشر) هي دولة ذات سيادة ولن تهاجمها. وقال هيل: ننظر إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) على انها دولة ذات سيادة في الواقع. الولاياتالمتحدة ليس لديها على الاطلاق أي نية لغزو أو مهاجمة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، لكن على الرغم من اشارات التفاؤل الا ان الريبة والعوائق لا تزال كبيرة. وقال مصدر كوري شمالي لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء يوم الثلاثاء: إن خلافات كبيرة ما زالت باقية. وذكر المصدر ان الولاياتالمتحدة تمسكت بموقفها المتمثل في ان تحسن العلاقات والضمانات الأمنية ومساعادات الطاقة لن يتحقق إلا بعد ان يتخلى الشطر الشمالي عن برامجه النووية. وأضاف المصدر الولاياتالمتحدة لا زالت متمسكة بموقفها السابق بأن العلاقات الثنائية لا يمكن أن تعود إلى الطبيعية وأن تقدم ضمانات أمنية أو مساعدات قبل أن تفكك جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية منشآتها النووية، لكن الموقف تغير عن الجولة الثالثة من المحادثات. فاليوم كوريا الشمالية لديها أسلحة نووية وينبغي أن تجري عملية نزع السلاح النووي بالتزامن في الشمال والجنوب. ويوم الثلاثاء في واشنطن قال شون مكورمك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: إن المحادثات تتسم (بجدية الهدف) وإن الولاياتالمتحدة تأمل في تحقيق تقدم يضمن التوصل إلى اتفاق في جولة أخرى من المحادثات. ونقلت شينخوا عن رئيس الوفد الروسي الكسندر اليكسييف قوله: إن النقاط الأولية التي يجب البناء عليها يمكن أن تظهر عقب الجلسة الموسعة التي عقدت أمس. لكن كان من المبكر ساعة إعداد هذا الخبر الحصول على أي مؤشر عن ذلك.