افتتحت في بكين أمس الأربعاء الجولة الثانية من المحادثات السداسية الرامية إلى حل الأزمة الناشبة بسبب برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية بعد أن تصافح رؤساء الوفود.. وتعقد كل من الصين والكوريتين والولاياتالمتحدة وروسيا واليابان في العاصمة الصينية اجتماعات تستمر ثلاثة أيام على الأقل وتتمثل بمفاوضين على مستوى نائب وزير. وطلبت الولاياتالمتحدة لدى افتتاح المفاوضات(التخلي التام) عن المنشآت النووية الكورية الشمالية. وكررت الولاياتالمتحدة تعهدها بألا تهاجم كوريا الشمالية وأن تمنحها ضمانات أمنية إن هي قامت بتفكيك برامجها للأسلحة النووية. وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي جيمس كيلي في بيان في بداية المحادثات: (تريد الولاياتالمتحدة تفكيكاً كاملاً لا رجعة فيه ويمكن التحقق منه لبرامج الأسلحة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية سواء القائمة على البلوتونيوم أو اليورانيوم). واضاف قوله (وقد أوضح الرئيس بوش أيضاً أن الولاياتالمتحدة ليس لديها نية غزو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أو مهاجمتها). واضاف قوله: (مازالت هذه هي سياسة الولاياتالمتحدة).. كما كررت الولاياتالمتحدة موقفها بأنها لن تكافئ كوريا الشمالية لوفائها بالتزاماتها النووية الدولية. وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية نقلاً عن مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية: (لن تقدم الولاياتالمتحدة أي مكافآت لكوريا الشمالية للإذعان لالتزاماتها الدولية. مواصلة كوريا الشمالية لمساعيها لتطوير أسلحة نووية سيؤدي فقط إلى مزيد من عزلتها كما انه ضد أهدافها على المدى الطويل). من جهتها أعلنت كوريا الشمالية لدى بدء المفاوضات حول برنامجها النووي استعدادها للتحلي ب(المرونة) على أن تبقى وفية لمبادئها. وقال نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كيي- غوان في ملاحظة أولية على استئناف المفاوضات (سنتمسك بالموقف المألوف وبمبادئ الحكومة الكورية الشمالية، لكننا سنتحلى بالمرونة).وقال المندوب الياباني ميتوجي يابوناكا من ناحيته انه إذا أفضت المفاوضات إلى تطبيع في العلاقات بين طوكيووبيونج يانج فإن (اليابان ستكون مستعدة للمشاركة في التنمية الاقتصادية لكوريا الشمالية). وتريد اليابان أساساً إدراج مسألة خطف رعاياها من قبل النظام الكوري الشمالي في إطار المحادثات حول البرنامج النووي الأمر الذي ترفضه بيونج يانج. وقد اندلعت الأزمة مع كوريا الشمالية في تشرين الأول - أكتوبر 2002 عندما اتهمت واشنطنبيونج يانج باستئناف العمل في برنامجها النووي وخرق اتفاق ثنائي أبرم بينهما في 1994. وفي آب - أغسطس الماضي جرت جولة أولى من المحادثات السداسية في بكين لكنها لم تسمح بالتوصل إلى إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن طموحاتها النووية. من جهة أخرى أحرق محتجون في سول أعلام كوريا الشمالية وصور زعيمها كيم جونج ايل امس الأربعاء مطالبين باتخاذ موقف صارم مع بيونج يانج في المحادثات السداسية الجارية في بكين. واشتبك عشرات من المحتجين مع الشرطة أمام مبان حكومية في وسط سول. وقال بارك تشان سونج أحد النشطاء المشاركين في الاحتجاجات (يجب ألا تأخذ الولاياتالمتحدةواليابان وروسيا والصين في المحادثات السداسية موقف كوريا الشمالية فيما يتعلق بالنزاع النووي). وفي وقت سابق هذا الأسبوع احتجت جماعات لحقوق الإنسان خارج وزارة الخارجية في سول مطالبة بأن تشمل المحادثات المعتقلين السياسيين في كوريا الشمالية وعشرات الآلاف من اللاجئين الشماليين المختبئين بالصين. ويجتمع مبعوثون من الدول الست في محاولة لتسوية أزمة ثارت في أكتوبر تشرين الأول عام 2002 عندما قال مسؤولون أمريكيون ان كوريا الشمالية اعترفت بأن لديها برنامجاً سرياً لتخصيب اليورانيوم.