وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس موافقة كوريا الشمالية على استئناف المحادثات السداسية بأنها (خطوة أولى) وأن (القضية الأساسية) هي إحراز تقدّم في المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي المثير للجدل. وكانت رايس ونظيرها الصيني لي شاوشنج رحبا بالقرار الكوري الشمالي باستئناف المفاوضات قبل بدء المباحثات بين الاثنين في بكين أمس الأحد. وقالت رايس إنها ستناقش وكبار المسؤولين في الصين موضوعات أخرى مثل التجارة وحقوق الإنسان. وأصبح استئناف المحادثات أكثر إلحاحاً بسبب مخاوف أن تكون بيونجيانج قد عزّزت قدراتها النووية ليصبح لديها ثمانية أسلحة أو أكثر بعد أن كانت سلاحاً أو سلاحين عند تولي الرئيس جورج بوش منصبه. وكانت المفاوضات السداسية التي تضم الكوريتين الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان توقفت في حزيران - يونيو من العام الماضي بعد ثلاث جولات لم يحالفها النجاح. وجاء قرار بيونجيانج باستئناف المحادثات في الخامس والعشرين من الشهر الجاري عقب محادثات بين مسئولين أمريكيين وكوريين شماليين في بكين يوم أمس السبت. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية عن وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي جوان ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية كريستوفر هيل اتفقا خلال اجتماع أمس في بكين على عقد جولة رابعة من المحادثات السداسية الشهر الحالي. ويرأس كيم وهيل وفدي بلديهما في الجولة الجديدة من المحادثات السداسية. ونقلت شينخوا عن الوكالة الكورية الشمالية القول (أوضح الجانب الأمريكي موقفه الرسمي وهو الاعتراف بجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بأنها دولة ذات سيادة ووعدت واشنطن بألا تغزو جمهورية كوريا.. وبأن تعقد محادثات ثنائية في إطار المحادثات السداسية). وأضافت الوكالة الكورية (فسر الجانب الكوري الشمالي تعبير الجانب الأمريكي عن موقفه على أنه تراجع عن تصريحاته التي وصف فيها كوريا الشمالية بأنها قاعدة أمامية للطغيان وقرَّر العودة إلى المحادثات السداسية). كما رحبت كوريا الجنوبية بقرار جارتها الشمالية، وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية في سول أمس الأحد إن بلاده تتوقّع حدوث تقدّم حقيقي خلال المحادثات. جاء في بيان لوزارة الخارجية بسول تلاه كبير مفاوضي كوريا الجنوبية في المحادثات نائب وزير الخارجية سونج مين سون إنه (لا بد أن تحقّق الدول المشاركة في المحادثات السداسية تقدّماً حقيقياً لحل مشكلة كوريا الشمالية النووية من خلال مفاوضات جادة ومكثفة). ورحبت الحكومة اليابانية أيضاً بعودة كوريا الشمالية إلى المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي وأشادت (بجهود الصين) في الانفراج الذي حصل أخيراً. غير أن طوكيو دعت كوريا الشمالية إلى اعتماد (موقف صادق وبناء) خلال هذه الجولة الجديدة من المفاوضات الهادفة إلى الحصول من بيونغ يانغ على وقف نهائي لجهود اقتناء ترسانة نووية.