للعام الرابع على التوالي يقف المطرب العراقي كاظم الساهر على مسرح مهرجانات بيت الدين الدولية في جبل الشوف اللبناني ليغني خوفه على عاصمة بلاده وحبه للبنان البلد الذي احتضنه. وأطل الساهر على جمهوره اللبناني ليلة أمس الأول السبت في الأسبوع الثالث لمهرجانات بيت الدين ليغني لبلاده (بغداد لا تتألمي) ويغني للبنان الذي ساهمت في اطلاقه (يا رايح للبنان). ويصدح صوت الساهر عاليا مرددا كلمات الشاعر المصري فاروق جويدة (الله أكبر من دمار الحرب يا بغداد والزمن البغيض الظالم.. الله اكبر من سماسرة الحروب على الشعوب وكل تجار الدم.. بغداد لا تتألمي.. بغداد انت في دمي. ( ويكرر مرارا في أغنية أخرى (نحن حب وسلام.. وبنا العدل تجلَّى) قبل أن تكر سبحة الاغاني القديمة والجديدة ومنها (رحال) و(يا صايغين الذهب) و(يا قضاة الحب) و(كلك على بعضك حلو) و(دلع). وبرومانسية عالية في الاداء غنى الساهر من كلمات الشاعر محمد بن عبود اغنية (غالية) التي بدأها بحوار بينه وبين الكورال النسائي قبل ان ينفرد صوته قائلا (أجمل ما في الكون). وقدم الساهر مجموعة من الاغاني التي كتبها الشاعر السوري الراحل نزار قباني والتي ساهمت في شهرة المطرب العراقي منها (حافية القدمين) و(صباحك سكر) و(يدك التي حطت على كتفي.. كحمامة نزلت كي تشرب) و(يا مستبدة) و(أحبيني بلا عقد) و(كبري عقلك). وبين اغنية واخرى كان الساهر يقيم حوارا مع الجمهور في الصفوف الأمامية واولئك الذين استطاعوا التسلل والوقوف بمحاذاة المسرح يحملون اوراقا تنتظر توقيعه او ورودا او رسائل إعجاب ومنهم من يريد مصافحة مطربهم المفضل يداً بيد. الحفل حضره أكثر من خمسة آلاف شخص إضافة إلى المئات الذين حجزوا أماكنهم في الشوارع والمقاهي المطلة على المسرح حيث عمد الساهر إلى توجيه التحية لهم مرارا ملوحا لهم بيديه قائلا (هناك ناس كثر في الشوارع. . تحية لكم). وصفق الحضور طويلا للمطرب العراقي وبعض من افراد فرقته وهم يؤدون رقصة شعبية على وقع اغنية شعبية عراقية. وتستمر مهرجانات بيت الدين في القصر الشهابي الاثري حتى السابع من اغسطس القادم وتتضمن عروضا تتنوع بين الشرقي والغربي ويغلب عليها طابع الالتزام خصوصا بمشاركة الفنان اللبناني مرسيل خليفة الذي نال هذا العام جائزة الاونيسكو للسلام والمغنية اللبنانية جوليا بطرس. وتترافق المهرجانات في قصر بيت الدين الذي بناه الأمير بشهير الشهابي الثاني الكبير في قلب الشوف مع مهرجانات اخرى تقام بين هياكل بعلبك الرومانية الأثرية وقلعة بيبلوس الفينيقية وملعب صور الروماني. لكن بعض هذه المهرجانات قلصت عدد ايام عروضها والبعض الآخر عدل في البرامج أو ألغى احتفالات متأثرا بالوضع الأمني والسياسي.