بيت الدين (جبل لبنان) - أ ف ب - كان الحب بكل تجلياته وأشجانه، محور أغنيات المطرب العراقي كاظم الساهر ليل الجمعة - السبت في قصر بيت الدين، إذ تمكن أن يطرب جمهوراً متفاوت الأعمار، ويجذبه على مدى ساعتين إلى أغنياته الرومانسية المعروفة وتلك الشعبية العراقية. في مستهل الحفلة توجه الساهر إلى الجمهور قائلاً: «مساؤكم ورد. مساؤكم حب ومحبة». وأدى النجم العراقي والضيف العزيز على مهرجانات بيت الدين، من قديمه والجديد 16 أغنية، برفقة نحو 30 موسيقياً لبنانياً وعراقياً بقيادة حسن فالح، وكورس من سبعة منشدين. وافتتح المطرب حفلته بأغنية «ها حبيبي» من كلمات الشاعر كريم العراقي. وكانت معظم الأغنيات التي أنشدها من ألحانه. وأنشد الساهر لنزار قباني أغاني كرست شهرته فكانت «إلى تلميذة» بإيقاعها السريع، و«زيديني عشقاً»، و«إلا أنت» و«أحبك جداً» و«أحبيني بلا عُقد» التي أثارت لدى الجمهور عاصفة من العواطف والهتافات. وضبط الساهر ربطة عنقه، كما فعل مرات عدة خلال الحفلة، وغنى «تاري الزعل» من كلماته وألحانه، وفيها يبرز الحوار بين الكمان والبيانو، و«أنا وليلى» للشاعر حسن المرواني، المميزة بضخامتها الأوركسترالية. وجمعت أغنيتا «كثر الحديث» و»دلع النساء» من كلمات كريم العراقي، التوزيع الأوركسترالي الجميل بين الكلاسيكية والحداثة. كذلك أنشد «الليلة إحساسي غريب» للشاعر طلال الرشيد، المبنية ببساطة ودينامية. ونظر الساهر إلى القمر المكتمل المطل خلف الجبل، واضعاً يده فوق عينيه كمن ينظر إلى البعيد، وقال لجمهوره «كم من قمر موجود بينكم ينافس هذا البدر»، ثم أنشد موال «الحب» الذي يشبّه فيه الحبيبة بالبدر، وهو من كلمات كاظم السعدي وألحان الساهر، تلاه موال «أبوس روحك» للسعدي أيضاً. وتنقل «قيصر الغناء العربي» من طبقة صوتية إلى أخرى في الموال الخليجي «أبو عيون السود» من ألبومه الأخير «لا تزيديه لوعة». كما عرف كيف يُمسك بيديه قلوب جمهوره اللبناني حين غنّى «يا رايحين لبنان» من كلماته وألحانه. وتخللت الحفلة مقطوعة موسيقية عزفها ساهر (15 سنة) ابن سالم شقيق المغني وعازف الناي في فرقته، وكان قدمه قائلاً: «انه موهوب. سترون أنها ليست واسطة». والنهاية كانت مع أغنية فولكلورية عراقية عنوانها «عيد وحب» التي تقول «هاي الليلة الناس معيدين»، حيث دارت وصلات الرقص قرب المسرح وقوفاً مسدلة الستارة على ليلة كانت بمثابة عيد للحب طبعت مرة أخرى شريط كاظم الساهر في مهرجانات بيت الدين التي اعتاد اعتلاء خشبتها منذ العام 1997.