بين بيت الدين القريبة من بيروتوقرطاج في الضاحية التونسية كانت ثمة عناصر متشابهة ليلة أول من أمس. جمهور يسترق لحظات الفرح مع مطربين أصر على أن يكون الموعد معهم ناجحاً. جاء كاظم الساهر إلى المهرجان اللبناني الدولي للعام الثالث على التوالي، وأطلت المطربة السورية أصالة مع الملحن والمغني اللبناني مروان خوري في قرطاج، وكانت الحفلتان ناجحتان الساهر مرة جديدة يغني الحب والوطن ويفتتح الأمسية بآه لبغداد وأصالة كانت متألقة غنت ورقصت كما لم تفعل يوماً. في بيت الدين إذاً كان المشهد كأنه اختطف من حفلات كاظم الساهر الأولى قبل سنتين، أو من الحفلات التي أحياها العام الماضي، وكأن محبي المطرب من لبنانيين وعرب على موعد معه في بيت الدين وإن كانت الأحوال تبدو غير مستقرة. نحو ستة الآف شخص حضروا إلى مدرج بيت الدين وتجمهر المئات على الطرقات والشرفات المطلة على المسرح في محاولة لالتقاط صوت المطرب الذي يعشقون، وصعد الساهر الى المسرح المضاء بالشموع وسط التصفيق الحار ليبدأ أمسيته بالغناء للوطن الأم فأدى"بغداد لا تتألمي"، وقدم بعدها تحية الى البلد المضيف مغنياً"يا رايحين لبنان"وپ"كبري عقلك". ثمَّ فاجأ الفنان الساحر الجمهور بغناء"رحال"من ألبومه الأخير إلى"تلميذة". وبعد لحظات التأثر تمايل الحضور فرحاً مع أغنية"يا صايغين الذهب". وحين قال كاظم الساهر"ماسكاً عودي أغني للبلاد العربية"تعالت صيحات الجمهور، وكرت سبحة الأغاني"يا هلا"وپ"كلك على بعضك حلو"وپ"فرشت رمل البحر"ووصلة من الدبكة العراقية التي نجح الفنان العراقي في نقل تقنياتها وحبها الى الجمهور اللبناني والعربيحيث لوحظ وجود السياح العرب لا سيما من العراق ومصر والسعودية وقطر والإمارات فشاركوا بها من أماكنهم مع الساهر. قرطاج وأصالة مساء أول من أمس، تبدلت ملامح الصورة العامة للمسرح الروماني في مدينة قرطاج التونسية. وللمرة الأولى هذا العام، غصّت المدرجات بجمهور جاء لمتابعة حفلة تحييها المطربة السورية أصالة نصري بالاشتراك مع الملحن والمطرب اللبناني مروان خوري. يبدو أن اختيار هذا الثنائي، وفي منتصف الدروة ال 41، كان موفقا. جمعت الأمسية الطرب والأصالة مع الضمانة الجماهيرية. الجمهور التونسي يحب مروان خوري،"أغانيه تحتل المراتب الأولى في الإذاعات. أما بالنسبة إلى خوري فلم يكن يتوقع ذلك الترحاب من الشعب التونسي الذي يقدر تجربته إلا أنه عرف في إطلالته الأولى على"قرطاج"كيف يتعامل مع الجمهور. وعلى رغم حضوره المسرحي الخجول، كان تقديمه أغانيه والأغاني التي كتبها ولحنها لفنانين آخرين كفيلة بإنجاح وصلته. بعد خوري، جاء دور أصالة. عادت النجمة السورية إلى المسرح العريق بعد ثلاث سنوات. استقبلها الجمهور بترحيب وصفق لصاحبة الصوت الشجي. كانت إطلالتها مختلفة عن جميع حفلاتها. وقد أعلنت خلال الحفلة وقبلها، أنها تحتاج إلى مثل هذا الدفء في وقت تمر فيه في ظروف صعبة. بدت سعيدة بلقاء الجمهور، وكأنها تنتصر بغنائها على أحزان وعلى مشاكل تعاني منها في حياتها الخاصة. أما تفاعل التونسيين معها فكان لافتاً، كيف لا وهم الذين تكفّلوا عنها تأدية الأغاني من دون خطأ او ملل.