عبر نسيم الليل البارد في فناء قصر يعود بناؤه الى مطلع القرن التاسع عشر، غنى الفنان العراقي كاظم الساهر لبغدادوبيروت في إطار مهرجانات بيت الدين في لبنان. ويبدو ان التصفيق الذي لاقته الأغاني محمل بمعانٍ إضافية من البهجة والارتياح لعودة المهرجانات الصيفية الى لبنان. وطوال أكثر من ساعتين، قدم الساهر أغنيات قديمة وجديدة معظمها من كلمات الشاعر السوري نزار قباني وألحانه مغنياً للأرض والوطن والمرأة. استهلت الحفلة بأغنية"ماسكا عودي أغني لبلادي العربية، فاستفزتني وقالت انه عصر الأغاني الوطنية". وصفق الجمهور طويلاً للساهر لدى أدائه مقطع"ان تنادي الأرض كل الشعب صلى الله أكبر". وغنى"كبري عقلك"و"حب"و"المستبدة"و"احبك جداً"و"أراضي خدودها"... وغيرها من الأغنيات الفولكلورية العراقية. ولم ينس الساهر بيروت، معرباً عن حبه واحترامه لشعبها ومغنياً من كلمات نزار قباني:"اكتب من بيروت يا صديقتي حيث المطر محبوبة قديمة تزورنا بعد السفر. اكتب من مقهى على بحر وأيلول الحزين بلل الجريدة، وأنت تخرجين كل لحظة من قدح القهوة وأسطر الجريدة". وقدم للجمهور فنانة لبنانية شابة تدعى سارة الهاني أدت له أغنية"أكرهها". وغصّت المدرجات بالحضور، وضاقت الطرق المؤدية الى قصر بيت الدين على بعد 50 كيلومتراً جنوب شرق بيروت، في وسط جبل الشوف. وازدحمت الشوارع المحيطة بالقصر برواد لم يتسن لهم الدخول لنفاد البطاقات، فافترشوا الأزقة واسترقوا النظر والسمع من بعيد. وقال الساهر:"باسمكم نحيي الجمهور في الطرقات والسطوح والمقاهي. لو كان عندي مكان لأجيبكم أحضركم فهذا القلب يتسع لكم جميعاً". وكان يلبي طلبات الحضور الذين كانت أصواتهم تتعالى بين حين وآخر وهم يطالبون بأغنية محددة، خصوصاً أغنية"وإني احبك"، مطلقاً العنان لصوته في مقطع"وإني احبك... لكن أخاف التورط فيك. أخاف التوحد فيك. أخاف التقمص فيك. إذ علمتني التجارب ان أتجنب عشق النساء وموج البحار". وقدم أغنية"رمل البحر"و"غالية"و"بغداد"و"احبيني"و"زيديني عشقاً"... وغيرها من الأغنيات ورقص البعض بالأعلام العراقية وصوره. ويستمر المهرجان الى 12 آب أغسطس، وسيستضيف الفنانة ماجدة الرومي، بالإضافة الى حفلة غنائية ختامية مشتركة للفنانين ماتيو ونسيب أحمدية.