بالحرارة نفسها التي كنا نعيش بها فترات ترقب لقاء الهلال والنصر الكبير.. جاءت المباراة رائعة مثيرة.. وقوية.. من الجانبين.. وجاءت الأهداف غريبة.. غير معقولة.. لا تتناسب وحجم أي جهد.. ولا تتوافق ونوعية أي أداء.. ولكن أليس لقاء الأمس مباراة فرص.. مباراة تسابق نحو الفوز بصرف النظر عن الأسلوب الذي يتم به هذا الفوز والكيفية التي يسير عليها.. ومباراة الأمس لم تكن تخلو من غرابة.. ومن قلب لكل التوقعات التي تكونت أثناء البداية الأولى لها.. وذلك لأن كل دقيقة من مجرياتها كانت تحمل مفاجأة.. أو أسلوباً لم يتوقع أحد أن يحدث أو يبرز.. على أن مسألة الفوز لم تكن تهمنا بقدر ما يهمنا ما رأيناه من انتصار كبير على النفس من قبل لاعبي الفريقين ورغبة مشتركة في أداء متكامل. هذا الأداء أدى إلى اخراج الفاصل الكروي أمس بنظافة غير متوقعة من لقاء يتسم بهذه الكيفية.. فكان لا وقت للخشونة.. ولا وقت لتعطيل اللعب بلا جدوى ومن ناحية اللقاء كنتيجة فإن هذا الأمر لابد ان يحصل وفريق قد استنفد كل جهده وحماسه.. ورصيده اللياقي وحصر كل ذلك في خمس وأربعين دقيقة.. بينما الفريق الآخر قد عبأ كل ذلك ليكون هو فلتة الشوط الأخير الذي يستطيع انهاء المباراة لصالحه.. وبشيء من السهولة لم يتصور.. ولذا رأينا كيف لعب الفريق النصراوي في الفاصل الأخير من المباراة وأبرز خطورته التي ظلت.. مطمورة وسط فورة الحماس الهلالي.. والانتحار الذي مارسه أكثر من لاعب لتصعيد النتيجة.. وابقاء المكاسب التي تحققت. وقلت قبلا ان مباراة الأمس غريبة كنتيجة وكنت أعني بذلك الأهداف.. تلك التي عانقت الشباك.. للفرقتين بشيء لا يتناسب ومستوى الأداء لكليهما.. فأعتقد أن لا أحد يتصور ان هجوما فيه النور وبن عمر ومحسن وناجي - ومن ثم حسين.. يمارس فشلا غريبا في انهاء هجماته.. رغم خطورته وقدرته على التوغل.. والاكساب.. ويكون نتيجة جهده كرة اسهم فيها مدافع نصراوي بنصيب الثلاثة ارباع كما لا احد يتوقع ان يظل ابو عيد ومحمد سعد والدنيني ينتظرون خطأ هلاليا فاضحا فيستثمرونه في تحقيق هدف التعادل.. ومن ثم الفوز بينما عشرات الكرات للفريقين كانت تهدر رغم الاسلوب الايجابي الذي صنعت به.. والطريقة التي هيئت فيها.. وأسلوب التشنج العصبي امام المرمى ان صح التعبير كاد يضيع النصر كما هزم الهلال.. واضاعه.. واهدر جميع جهوده رغم انه أي الهلال لعب مباراة لا نقلل من الأداء الذي اعطاه اياها.. وبها حطم معزوفة الاستسلام الهلالي للنصر.. وحكاية التسلط عليه ولكنه كان سيئا في انهائه.. وفي قدرته على التركيز.. وفي امكانية توزيع جهده اللياقي.. والنفسي على الدقائق التسعين كما انه كذلك.. يخسر بسلبية بعض لاعبيه.. وانعدام التوفيق في طريقة التغيير التي استخدمها المدرب. لعب الهلال ب4-2-4 ونفذها دفاعا بشكل كبير خاصة في الشوط الأول.. حيث سجل الجناحان تراجعا إلى الخلف لاسناد التغطية الدفاعية.. وان لم يكن الظهيران منفذين أي نوع من الاسلوب الهجومي.. في هذا الشوط وكان الوسط مملوءا على أكثر الحالات بثلاث حيث يشكل عبدالله بن عمر اللاعب المتخلف لامداد المهاجمين بالعديد من الكرات. مثل الهلال ضاري في حراسة المرمى.. الذي تألق في صد الكرات الخطرة في الشوط الأول.. أبدع في ذلك.. ولم يكن له دور في الهدفين اللذين ولجا مرماه.. وأحسن رباعي الدفاع التغطية الكاملة في الشوط الاول حيث لعب مرزوق.. ومرشد كقلبي دفاع.. وأبو حطبة وعبدالله مبارك - الحبشي - فيما بعد كظهيرين.. وبرز مرشد كلاعب متابعة وتنظيف سريع.. وتلافي أخطاء زملائه.. وكانت تجربة - المرزوق - جيدة والمجازفة به أكثر من ايجابية بينما كان ابو حطبة.. أقل الأداء لكليهما.. من عادي في مستواه رغم انعدام التركيز عليه كثيراً.. ولم يكن المبارك بهذه الدرجة من السوء حتى يتم تغييره.. بالحبشي الذي زاد الطينة بلة.. وتسبب في هجمات الهدفين.. وكاد ان يخدع ضاري بكرة لولا يقظة الأخير.. ولقد استطاع الوسط الهلالي أن يملأ الملعب.. بشكل كبير.. وان كان لا يزال على الأسلوب التمريري - الذي لا يتغير الكرات الطويلة.. وحصر الهجمة أماما ولقد برز شمروخ بأداء جيد بعكس بن نصيب الذي كانت تمريراته خاطئة.. وأداؤه أقل مما كان أحد يتوقع.. وانحصرت خطورة الهجوم الهلالي.. في لاعبه - بن عمر - الذي كان يهاجم.. وحده.. وينتحر وحده بين ضياع محسن.. وتفننه في اضاعة الأهداف وجرى النور. واعطائه الفرصة لافساد هجمات فريقه بالتسلل ويأتي بالدرجة الثانية بعد بن عمر مع الفارق - ناجي - الذي حاول صنع هجمات من ناحيته واستغلال ضعف عيد الصغير واهتزاز مستواه في هذه المباراة.. وعلى أي حال فإن هجوم الهلال رغم ممارسته درجات من الفشل كبيرة إلا انه ظهر بشيء من الخطورة افتقدناها في مباراتيه السابقتين.. وان تكن ايجابيته أقل من كفاءة أفراده.. كما ما زال بن عمر.. وفي تقديري انه سيستمر اللاعب الأول في هذا الرباعي.. تحركا وايجابية وحماسا وأداء.. أما الباقون فهم يحتاجون إلى كثير من الحساب مع الذات ليعرفوا ماذا قدموا لفريقهم ولجماهيرهم.. أخطاء هزمت الهلال * بالدرجة الأولى.. لا اعتراض على الأداء الهلالي الذي قلت عنه انه بدا أكثر وأفضل من أي أداء آخر.. وان كانت تكتنفه أخطاء.. وهي أخطاء هزمته.. * ففي البداية كان غياب نبيل عن القائمة الهلالية من الروافد التي اعطت للظهر الصمود.. والتلاحم.. ووجود مرزوق نجاح للمدرب الذي غامر بهذا اللاعب في مباراة كهذه.. وان كان لا يزال يحتاج إلى كثير من التركيز والمزيد من الثقة.. ولكنني أرى أن خروج عبدالله مبارك لم يكن مفيداً والحبشي بدرجة استعداد سيئة.. ولو نزل كان الأولى ان يكون بديلاً لأبي حطبة.. ويأتي المدرب لنرى اصراره الغريب على ابقاء محسن الذي كان أساسا يلعب دوري هذا العام بأداء.. مغاير ومختلف عن مستواه السابق ومع الاصرار على بقائه يخرج النور.. وهو الذي كان في أسوأ حالاته أفضل للمرة المليون من محسن.. وإذا كان ولابد من التغيير وهو أمر ضروري.. فليكن في محسن أو يبقيه إذا شاء ويجري التغيير في النصيب الذي بدا في فورية غير مكتملة.. حيث يتأخر حسين في الوسط أو ناجي. النصر مفاجأة الهدف الهلالي كانت عاملا من عوامل سيطرة الارتباط على افراد النصر.. وعدم قدرتهم على مجاراة تفوق زميلهم في الشوط الأول.. ولكن الحماس في ألعابهم.. وعندما كبيرة في درجة الشعور لديهم.. الشوط الثاني حمل بذور تغيير اركز على هذه النقطة فاما اعني ان التغيير في الاسلوب لم يحدث.. ولكن الذي حدث ان النصراويين شعروا بالمسؤولية.. وفجروا الرصيد اللياقي الذي احتفظوا به طويلا في غمرة تراجع هلالي واخطاء وقع بها لاعب او اثنان. وجاء استثمار أبي عيد لخطأ ابي حطبة خير دافع لهم على بذل المحاولة تلو المحاولة. وقد لجأ النصر في الشوط الأول وقسما من الثاني إلى إحكام مصيدة التسلل فوقع فيها محسن وتفوق عليه النور في ذلك أيضاً.. كما لجأ الى التركيز على الاجنحة في كثير من فترات المباراة بعد أن رأى الاحكام الهلالي لتحرك محمد سعد.. ولقد نجح في ذلك أمام ندرة أداء الظهيرين الهلاليين.. وعندما حقق هدفه الأول ومن ثم الثاني عاد إلى أسلوب استغلال سرعة السعد.. وتزويده بالكرات الطويلة والبينية.. إلا انه لم ينجح أيضاً في ذلك لعاملين: حصار المراقبة الذي فرض عليه.. وعدم تحكمه فيها بالدرجة المطلوبة.. لعب النصر ب4-2-4 وشابه الهلال في أسلوب تنفيذها الا ان حيدر لعب بتكيك.. مشابه لحالة السقوط خلفا.. خاصة بعد مرور وقت من الشوط الثاني.. ولم يكن ظهيراه - الجوهر وعيد - بقائمين بعملية المساندة كما عودانا.. ومثل الفريق: جوهر في حراسة المرمى.. لم تأتيه كرات كثيرة إلا انه تعرض لاهتزاز واضح اثر الهدف المباغت من زميله.. في قلب الدفاع.. كان ابو حيدر كعادته محكما لهذه المنطقة.. يغطي يتحرك.. يمرر.. ينظف أيضاً شاركه في التألق القباع.. وعلى أي حال كانت صفة الكرات السهلة الهادئة نقطة ملحوظة في الظهر النصراوي، وكان ظهيرا النصر غير مؤهلين فنيا لأداء المباراة كما يبدو ناصر الجوهر أخطأ في الهدف.. ولم يحاول ان يعيد ذلك الحماس الذي يبدو به عادة وعيد الصغير.. كان في أسوأ حالاته طوال الشوطين.. ولم يكن في فورمة مكتملة.. ولا بنسبة.. وسط النصر اتخذ مساراً تصاعدياً وشارك في وسط الهلال في تحمله ثقل المباراة.. ولقد برز خالد التركي كنقطة قوة في الفريق وأدى مباراة رائعة شاركه فيها سعد الجوهر.. وان لم يكن كما قلت يعتمد على الكرات الرأسية في تركيز هجماته وهي عملية قد لا تجدي كثيرا في وقت كانت الأجنحة تحتاج إلى أكثر من كرة.. ومثل رباعي النصر (أبو عيد، ومحمد سعد، والدنيني، والشؤون) ومن ثم القميزي. ولقد بدأ ثقل التحرك في البداية محصوراً بأبي عيد الذي حاول وجنح كثيراً مستغلاً ضعف أبي حطبة.. وسهولة المرور منه.. بينما ظل الشؤون عبئاً على محمد سعد حيث لم يستطع فك المراقبة عنه واتاحة الفرصة له لكي ينطلق ويشق الحائط الدفاعي. وبرز الدنيني بتجنيحاته هو الآخر اكثر من محاول وساهم في صنع الهدف وحل محله القميزي حيث نزل متأخرا وأضاع هدفا قريبا من المرمى. وفي هذه المباراة لم أر جهداً واضحاً لمحمد سعد يقاس بالجهد الذي يبذله كالعادة عدا الهدف الثاني.. وجريه خلف الكرات الطويلة التي بدأ النصر يزودها به في الشوط الثاني بالذات. بعد فوز النصر الفوز النصراوي لا أعتقد انه سيكون دافعاً على تناسي بعض الأخطاء التي أبقت الفريق مهزوماً حوالي 60 دقيقة.. ومدافعا عن التعادل ومن ثم الفوز أيضاً.. ولعل أبرز تلك ان التشكيل كما يبدو لي لا يخلو من الخطأ.. فناصر الجوهر مثلا عندما أخطأ في توجيه الكرة كانت الفائدة منه غير واردة.. ليكون لبنة في حائط الدفاع.. فلو اعطاه فرصة التقدم وأعاد الشؤون.. بحيث يستفاد من ناصر كلاعب له خبرة أطول في خط الهجوم.. ويوضع الشؤون في مركزه الذي هيىء له من قبل.. وهجوم النصر كان في أمس الحاجة إلى مهاجم كناصر.. يفهم محمد سعد ويلاحق كل الكرات التي يخطئ هو في التحكم بها.. هذه ناحية.. والأخرى أنا لا أعلم ما الفائدة من المغامرة بلاعب مدافع في مباراة كبيرة وبخط الهجوم مع ان لدى النادي عدد من اللاعبين مثل الصفيان كلاعب هادئ ينسجم مع زملائه أو حتى القميزي ولو على الأقل في البداية. الأهداف * في الدقيقة الأولى من المباراة كرة يمررها بن عمر خطرة لناجي الذي يلحقه ناصر الجوهر ويشارك في تسديدها بالثمانيات هدية للفريق الهلالي. * أبو حطبة.. يؤكد أسفه لما حدث ويثبت ذلك بتجلية كرة ذاهبة للحارس أساساً ويتصيدها أبو عيد بتهديفة قوية. * الدفاع مرة أخرى يكرر خطأ آخر.. وكرة من الآوت يصلحها محمد سعد لنفسه والظهر يتفرج وهدف عن يسار ضاري. * ضاري تألق أمس في صد الكرات التي واجهها مرماه ولم يكن له أي دور في الهدفين.. وكذلك جوهر لم يكن له دور في هدف الهلال.. * حكم المباراة الموزان وساعده حسن عشق والدهمش وكان التحكيم جيداً.. * الهلال لأول مرة يجرب الوجه الجديد مرزوق في مباراة للدرجة الأولى.. كما كانت هذه المباراة التجربة الثانية للشبل - عبدالله مبارك - والنور لعب مع الهلال ثاني مرة رسميا وكانت المباراة الأولى أمام النصر.. وفي يقيني أن أهم مكسب حققه الهلال تجربته للوجهين الجديدين واعطاؤه الثقة لهما في مباراة كبيرة.. * حتى الآن استطاع المدافعون أن يثبتوا نجاحهم في تسجيل الأهداف - خلفاً وليس أماماً - فبعد كرة نبيل في مباراة الشباب وكرة تحسين في المباراة اياها جاءنا ناصر الجوهر هو الآخر ولحقه أبو حطبة.. في مباراة أمس. * الدنيني ما زال يكون ثقلا هاما في هجوم النصر وخالد التركي كل مباراة يزداد قدرة على التألق.. * ابن عمر.. يد واحدة لا تستطيع التصفيق!! * جمهور كبير حضر المباراة وامتلأت مدرجات الدرجة الأولى وثلاثة أرباع الثانية.. الدخل مرتفع جداً.. الجمهور خرج راضياً عن مستوى المباراة والإثارة التي برزت بها.. * مرشد.. أكد مرة أخرى انه بمشاركة أبي حيدر أكثر لاعبين يكونان وحدهما خط دفاع لوحده.. * تقاسم الفريقان الفاولات أيضاً فكما كان النصر أكثر وقوعاً بالفاولات في الشوط الأول وتسبباتها نافسه الهلال في الشوط الثاني.. * أصبح لدى النصر أربع نقاط و6 أهداف ولدى الهلال نقطتان و4 أهداف.. وانتهت مباراتهما في الدور الأول.. ومباراة الجمعة القادمة في حالة هزيمة الشباب ستكون انطلاقة أخرى للنصر. * - تحية للاعب - الكابتن سعد الجوهر.. حينما ذهب إلى الفريق الهلالي.. ليصافح كافة أفراده.. كذلك قام لاعبو الهلال بتهنئة لاعبي النصر نهاية المباراة - روح رياضية -. * مرت المباراة دون أي حادث خشونة متعمد.. كما ان الجو ما قبلها وما بعدها كان نظيفاً.. ورائعاً جداً..