صدر حديثاً عن دارة الملك عبد العزيز كتاباً بعنوان: (أطباء من أجل المملكة) عمل مستشفيات الإرسالية الأمريكية في المملكة العربية السعودية .. يضم هذا الكتاب بين دفتيه عدداً من كتابات أولئك الأطباء الذين وفدوا إلى المملكة العربية السعودية لأغراض طبية، ويُعد من كتب الرحلات التي سجلت تفاصيلها بأقلام عدد من الأطباء الذين كانوا يعملون في مستشفى الإرسالية الأمريكية في البحرين، ويأتون بدعوات كريمة من الملك عبد العزيز إلى المملكة العربية السعودية لتقديم خدماتهم الطبية، حيث كانت المملكة في بداية نهضتها الحديثة، وكانت تعاني نقصاً حاداً في الأطباء المختصين المهرة الذين يستطيعون الوفاء بالاحتياجات الصحية للمجتمع السعودي. ويعكس الكتاب، في صور متنوعة، طبيعة الشعب السعودي الكريم، وهو يستقبل الأطباء الذين جاؤوا لخدمتهم وتقديم المساعدة لهم، دون النظر إلى الاختلاف في العقيدة، وينطق بعبارات مشرقة بحسن التعامل الذي حث عليه الدين الإسلامي الحنيف والفطرة السوية، والكرم العربي الأصيل، وهو ما كان يصاحب الأطباء وهم يتجولون في مناطق المملكة المختلفة، بأمن وسلام وحسن استقبال .. ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد، بل تعدّاه إلى الهدايا التذكارية التي قدمها أبناء المملكة الأوفياء لضيوفهم الأطباء. كما يسطر الكتاب أيضاً مشاعر الارتياح والإعجاب التي أظهرها الأطباء الذين تجوّلوا في كثير من مناطق المملكة والتي تنم عن رضاهم التام عن حسن التعامل الذي وجدوه من الشعب السعودي المضياف. كذلك ضم الكتاب إشادات بعض الأطباء في كتاباتهم عن المعاملة الرائعة التي كان يستقبلهم بها الملك عبد العزيز - رحمه الله - تحدثوا بكلِّ صدق عن صفاته الخلقية ومناقبه الحسنة، وأشاروا إلى روح التشاور التي اتسم بها الحكم السعودي والصلات الوثيقة التي تربط الملك بشعبه .. جاءت ترجمة الكتاب ونشره باللغة العربية للتدليل على فائدة الانفتاح والتسامح، وتعميق الصداقات وأثرها في العلاقات بين الأفراد والمؤسسات والشعوب، على الرغم من وجود الخصائص والمعتقدات والعادات والتقاليد المختلفة التي ينبغي مراعاتها واحترامها. ولا شك أنّ هذه الترجمة التي توخيت الدقة فيها ستضيف جديداً الى المكتبة العربية، وستكون مصدراً ومرجعاً مهماً للدارسين المختصين في تاريخ المملكة العربية السعودية.