أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل أمس، عزمه الالتزام بالتفاوض من أجل وضع نهاية لبرنامج بلاده الخاص بالأسلحة النووية من خلال المحادثات السداسية. ونقل التلفزيون الحكومي في بكين عن كيم قوله لمستشار الدولة الصيني تانغ جياشوان في بيونغيانغ"إن جمهورية كوريا الشمالية الشعبية الديموقراطية تأمل في أن تعقد الجولة المقبلة من المحادثات السداسية كما هو مقرر لها، وأن تحقق تقدماً. إن هدف كوريا الشمالية هو جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية". وأوضح كيم أن آلية المحادثات السداسية"أساس مهم لتحقيق نزع الأسلحة النووية"، مشيداً بجهود الصين في إقناع الدول الست باستئناف المحادثات المتوقفة منذ أكثر من عام. وتوجه تانغ إلى بيونغيانغ مبعوثاً خاصاً للرئيس هو جينتاو، حيث سلم كيم رسالة من هو حض فيها الجانبين على"تعميق التعاون والاتصال"، وعلى"حدوث تقدم عملي"في المحادثات السداسية. وجاء قرار كوريا الشمالية استئناف المحادثات اعتباراً من 25 تموز يوليو الجاري خلال اجتماع السبت الماضي في بكين بين نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي جوان ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية كريستوفر هيل. ووافقت كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدةوالصينوكوريا الجنوبية واليابان وروسيا على عقد جولة رابعة من المحادثات السداسية في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري بعد عقد ثلاث جولات لم تسفر أي منها عن تحقيق انفراج في الأزمة. في موازاة ذلك، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية متفائلتان من أن كوريا الشمالية ربما توافق على إلغاء خططها النووية، وبالتالي تهدئة واحدة من أخطر الأزمات في العالم. وقالت رايس بعد لقائها رئيس كوريا الجنوبية روه ميو هيون ومسؤولين آخرين:"نحن متفائلون جداً من أن جهودنا المشتركة لتحسين الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية قد تكون حقاً مثمرة، ولكن هناك قطعاً الكثير من العمل الذي يتعين إنجازه". وأضافت:"اعتقد فعلاً أنه من المثيرة تماماً، أن يرد الشمال بقوله نعم، وهو لم يعد فحسب إلى المحادثات وإنما قال إنه يأمل في تحقيق تقدم". وقال محللون انه من السابق لأوانه القول إن كانت جولة رايس تمثل نقطة تحول في الأزمة، لكنهم أشاروا إلى أن عرض سيول بتقديم كهرباء لعب دوراً حاسماً في إعادة الشمال إلى مائدة المفاوضات وإقناع واشنطن بأنه يمكن أن يحدث تحرك. ورحبت رايس بعرض كوريا الجنوبية المتعلق بالطاقة الكهربائية، باعتبارها فرصة ربما تؤثر بالايجاب في الجهود المشتركة الرامية إلى إثناء بيونغيانغ عن موضوع الأسلحة. وكانت الإدارة الأميركية ضغطت على حلفائها لوقف أي حوافز في شكل مساعدات جديدة إلى كوريا الشمالية إلا في حالة أن تعهد الأخيرة بالتخلص من الأسلحة النووية. وحافز الطاقة منفصل عن مساعدات تتضمن 500 ألف طن من الرز تعهدت كوريا الجنوبية بإرسالها على أرضية إنسانية خلال المحادثات الاقتصادية التي عقدت في سيول الأسبوع الماضي. ورداً على سؤال في شأن ما إذا كانت ستلتقي مع زعيم كوريا الشمالية، قالت رايس:"ليس لدي خطط بذلك". وتمثل سيول المحطة الأخيرة في الجولة الآسيوية لرايس التي شملت بكين وطوكيو وفوكيت في تايلاند، قبل عودتها مساء إلى واشنطن.