للمرة الثالثة يتجه السعوديون في غضون ستة عشر عاماً لاكتشاف المناطق القطبية. فقد وصل ستة طلاب سعوديين إلى لندن صباح الخميس الماضي استعداداً للتوجه منها اليوم الأحد 3 يوليو إلى العاصمة النرويجيةأوسلو انطلاقاً إلى جزيرة سفالبارد القطبية في شمال النرويج في رحلة استكشافية تعليمية. وتتراوح أعمار هؤلاء الطلاب ما بين 13 - 14 سنة ويدرسون في السنتين الأولى والثانية المتوسطة بكل من مدارس الملك فيصل العالمية، ومدارس المملكة في الرياض. والطلاب هم بندر الشامخ، عبدالله سلطان الشلهوب، سعود حمد الصقري، سلطان القحطاني، محمد سعود الصالح، محمد الراجحي. وكانت المرة الأولى التي اتجه فيها السعوديون في رحلة استكشافية إلى المناطق القطبية في أواخر عام 1989م. حينها توجه كل من الدكتور إبراهيم عالم الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وزميله الدكتور مصطفى معمر الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز في رحلة استكشافية للقطب الجنوبي ضمن فريق بحث علمي دولي. وكانت المرة الثانية بعدها بسنة، وبالتحديد في أغسطس 1990م، حينما توجه الدكتور إبراهيم عالم في رحلة استكشافية علمية ضمن فريق علمي غربي إلى القطب الشمالي.وكان الطلاب السعوديون الستة قد غادروا الرياض ليلة الأربعاء الماضي متوجهين إلى لندن فوصلوها صباح اليوم التالي الخميس ونقلوا مباشرة إلى المدرسة الداخلية الراقية ويندلزهام هاوس سكولز في منطقة ويست ساسيكس البريطانية. وسيقام حفل كبير اليوم الجمعة 1 يوليو في المدرسة بمناسبة إرسال البعثة إلى المنطقة القطبية الشمالية يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين إلى بريطانيا حيث يلتقي فيه سموه مع الطلاب السعوديين المستكشفين كما يلتقي فيه هؤلاء الطلاب السعوديون مع نظرائهم الطلاب البريطانيين الأربعة الذين سيشاركونهم هذه الرحلة الاستكشافية مكونين جميعاً فريقاً استكشافياً واحداً. وسيتم في هذه الحفل تسليم العلم السعودي إلى أفراد الفريق ليأخذوه معهم إلى المنطقة القطبية الشمالية ويضعوه فيها بجانب العلم البريطاني رمزاً تذكارياً لقيامهم بهذه الرحلة. وسيغادر الفريق الاستكشافي لندن يوم الأحد الثالث من يوليو حيث سيكون في وداعهم الدكتور محمد بن شحات الخطيب المشرف العام على مدارس الملك فيصل العالمية. وكانت (الجزيرة) قد التقت أربعة من الطلاب الستة قبل توجههم إلى بريطانيا لاستطلاع مشاعرهم تجاه هذه الرحلة. فقال الطالب عبدالله سلطان الشلهوب: (أشعر بحماس كبير لذهابي في هذه الرحلة. وأحس بداخلي بشوق كبير للبيئة الثلجية. إن الرحلة ستكون فرصة جيدة لي لاكتساب مزيد من مهارات التواصل مع زملائي الطلاب البريطانيين. إنني سأقول لهم إنه لا اختلاف بين أفراد الشعبين السعودي والبريطاني إلا فيما يقوم به كل واحد منهم من أعمال طيبة أو سيئة). وقال سعود الصقري: (كنت متردداً وخائفاً في البداية من الانضمام للرحلة. ولكني ما إن علمت بأن أبا أحد زملائي الطلاب سيرافقنا وهو سلطان الشلهوب أب الطالب عبدالله الشلهوب حتى قررت الذهاب. ولا أريد أن يُنظر إلى ترددي كشيء سخيف لأنَّ مِنْ الصعب الاعتماد على الطلاب الأطفال فقط في رحلة كهذه لأنهم يهربون عند حصول أي مشكلة). وقال محمد الراجحي: (أنا سعيد جدا للمشاركة لأنها ستتيح لي فرصة لتمثيل بلادي. كما ستتيح لي رؤية النرويج كوجهة سياحية غير معروفة للسياح السعوديين. ولعله جميل جداً أن أكون مستمتعاً بالجو البارد في الصيف بينما الناس يعانون من حرارة هنا في الرياض تقارب درجتها الخمسين). وقال بندر الشامخ: (أحس بشوق كبير للذهاب، وحقيقة فإن الكلمات لا تسعفني للتعبير عن شعوري. ولكني سأقول شيئاً واحداً هو أنَّ هذه الرحلة ستجعلني أقل اعتماداً على الأهل في تلبية احتياجاتي اليومية).كان هؤلاء الطلاب السعوديين الستة قد اختيروا لهذه الرحلة الاستكشافية بواسطة المعلم البريطاني مارك إيفانز الذي عمل سابقاً في المملكة العربية السعودية ويعمل حالياً في مدرسة ويندلز هام هاوس سكولز. وتعتبر هذه أول رحلة في سلسلة رحلات سيتم القيام بها في إطار مبادرة (وصل الحضارات) التي طرحها المعلم أيفانز. وتهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي والتفاهم الثقافي ما بين الشباب اليافع في كل بريطانيا والمملكة العربية السعودية من خلال المشاركة في رحلات استكشافية برية. ولكن ما هو الأساس الذي تم على أساسه اختيار هؤلاء الطلاب السعوديين؟. أوضح هذه النقطة ناصر بن عبدالعزيز الملحم مساعد المشرف العام للشؤون التعليمية في مدارس المملكة فقال: (لقد تم اختيار هؤلاء الطلاب لهذه الرحلة الاستكشافية بناء على عدد من المعايير، من أهمها وجود الرغبة الأكيدة، ومعرفة اللغة الإنجليزية، وكذلك قوة التحمل الجسدي والنفسي والتمتع بشخصية محببة).