(في بادرة غريبة وزّع عريس في ينبع، دعوة فرح مشروطة بعدم اصطحاب النساء في ليلة عمره، وخصّ الرجال فقط بالدعوة. الشاب ردّ على منتقديه وقال: إنّ تصرُّفه يأتي درءاً لمفاسد (تصوير النساء) بكاميرات الباندا والبلوتوث في قصور الأفراح) .. هذا (الخبر) قرأته في إحدى الصحف المحلية، ومباشرة قفزت أمامي تلك العبارة الشهيرة (امنع .. وبس!!) تلك العبارة التي ترسم منهج البعض في مجتمعنا السعودي، عندما يتعامل مع (الجديد) ويريد (المحافظة) على (القديم)، ولم أنس ما حفظَته الذاكرة وشحنت به منذ (الصغر) عندما ردّد الكبار آنذاك على مسامعنا وما زالوا: (الباب الذي يأتيك منه ريح، سده واستريح)، ولم نفكر أو نسمح لأطفالنا أن يفكروا في مواجهة (الجديد) لعلهم ينجحون في تحويل تلك (الريح) إلى (محرّك) إيجابي يدفعهم أو يدفع غيرهم إلى (العمل) و(الإنتاج)، عندما يعيشون المواجهة الحقيقية مع ظروف الحياة مهما كانت قاسية كالريح، وأنا بدوري لا أعتب على هذا الشاب الذي منع النساء من حضور حفلة (العمر)، لكني أحزن على عقليّتنا عندما تفشل في التعامل مع بعض الجديد، ونكتفي بأن (نمنع) أو (نسد) أو (نوصد) الأبواب أمام الجديد والغريب، لكي نرتاح من (ضريبة) التعايش مع أيّ جديد، وكأنّنا نسينا أنّنا في عصر ميزته (الجديد) وفلسفته (التجديد)، عصر (العولمة) التي قد نكون قبلناها تنظيراً، لكنّنا فشلنا في التعايش معها سلوكاً واقعاً معاشاً يشعُّ بالحياة من أجل الغد الجديد.