يتواصل الحديث في هذا اليوم عن مشروع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الوطني لاستخدام الحاسوب في التعليم، وسأتطرق الى اهداف المشروع ثم تقديم بعض المقترحات التي آمل ان تساهم في تكامل هذا المشروع المبارك ان شاء الله تعالى. يهدف هذا المشروع الى ما يلي: إعداد الطالب وتأهيله للتعايش مع بيئة تقنية متطورة يشكل فيها الحاسب الآلي ونظم المعلومة القاعدة الأساس. نشر ثقافة الحاسب الآلي ومحو أميته بصورة عامة في وسط الطلاب بالدرجة الأولى ثم المعلمين وبقية اعضاء المجتمع وذوي العلاقة بالتعليم. إعداد السبل الكفيلة باستخدام الحاسب الآلي وسيلة تعليمية مثلى لكل من المعلم والطالب. المساهمة في تطوير أساليب التدريس المتبعة واحلال الاساليب المعتمدة على التقنية كالحاسب محلها بقدر الامكان. اعتماد اسلوب التعلم التفاعلي والذاتي كأسلوب أساس في جميع المراحل الدراسية. انشاء مركز رئيسي لمصادر التعلم تسند اليه مهمة إعداد الأدوات اللازمة للطالب للحصول على المعلومات، كما يقوم بتنسيق الاتصال بأوعية المعلومات وجعلها في خدمة العملية التعليمية. إعداد طالب لديه القدرة على القيام بالبحث عن المعلومات وتجميعها بالاضافة الى تمكنه من إعداد المعلومات وتصنيفها وتمحيصها ونشرها بجهوده الذاتية وتوظيفها في حياته وتعلمه. إعداد معلم لديه الرغبة والقدرة على دمج تقنية المعلومات مع محتوى المقرر واستخدام الحاسب وسيلة تعليمية في جميع نشاطات المعلم الصفية واللاصفية. اما اهم المبررات لهذا المشروع الوطني فإن تزايد استخدام الحاسوب كأداة للتعلم تتم في ضوء متغيرين اساسيين هما: * الحاجة الماسة لتنمية نوع المهارات والمعرفة التي تساعد الشباب على فرص عمل جديدة في مجالات الاقتصاد الوطني المتغير الذي يتزايد اعتماده على المعلومات. * امكانية الكمبيوتر على تحسين المستوى العام للتحصيل المدرسي, واذا كان لي وقفات واقتراحات مع هذا المشروع المبارك الذي اصبح وطنيا يحمل اسم صاحب السمو الملكي الامير عبدالله فأتمنى ان يتم التوسع فيه ويتم ذلك باضافة بعض العناصر التالية: * لا توجد اي اشارة او تلميح لموضوع الانترنت في التعليم وكم اتمنى ان تضاف تطبيقات الانترنت في التعليم لهذا المشروع. * قضية إعداد المعلم مشكلة على مستوى العالم العربي لذا فإن إعادة تأهيل المعلمين المتخرجين من بعض الاقسام الجامعية وخاصة خريج المكتبات لمدة سنة واعتماد ذلك لدى ديوان الخدمة المدنية امر يجب التفكير فيه لأنه مهما توافرت الأجهزة والكتب لن يتم تنفيذها بطريقة سليمة الا بوجود معلم متميز. * فني المعمل هو الآخر الذي يجب التفكير فيه وإعداده، وقد قمت بدراسة علمية حول الصعوبات التي تواجه مدارس التعليم الاساسي بدول الخليج العربية فكان من ضمن النتائج ان اهم الصعوبات هي عدم وجود فني معمل الامر الذي ادى الى وجود 20 جهازا في المدرسة ولا يعمل منها الا 3 اجهزة فقط. * إنتاج البرامج التعليمية من قِبل الوزارة لم يشر له في هذا المشروع وآمل ان يتم انشاء مركز لانتاج البرامج التعليمية. * يبدو ان هذا المشروع خاص بالبنين ومادام المشروع يحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله واصبح وطنيا ونظرا لأن المساواة في التعليم بين الرجل والمرأة مطلوبة ومنهج لهذه البلاد فآمل ان تمتد يد العطاء لهذا المشروع الى الشريحة الاخرى من المجتمع ألا وهي البنات فالاحتياجات واحدة ومتطلبات الحياة المستقبلية مشتركة. والله اسأل ان يكون هذا المشروع بداية خير وبركة لبلاد الحرمين ومرة اخرى الشكر لله ثم لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بتبني هذا المشروع العملاق ثم الشكر موصول للقائمين على المشروع في وزارة المعارف القائمين على هذا المشروع وعلى رأسهم الدكتور خالد العواد وكيل الوزارة للتطوير التربوي رئيس المشروع. * جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية