تعقيباً على ما نُشر في صفحة عزيزتي الجزيرة من مواضيع حول التسول أقول لقد شاهدت في مدينة الرياض -على سبيل المثال- منظراً شدني في الإشارات المرورية، وهو قيام بعض النساء بالتسول ومد اليد لسؤال الناس في سياراتهم وبعض هذه السيارات بها أشخاص أشد حاجة من المتسولين وكثرت هذه الظاهرة في وسط الأحياء وفي أماكن بعيدة عن الأنظار. ومملكتنا الغالية أوجدت الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي ومع ذلك نجد هذه الفئة من الناس يهوون السؤال بعد ما شاهدت بعض النساء يسألون الناس في سياراتهم بعد منتصف الليل حتى بزوغ الفجر،،، وهم نساء!!! أليست هذه كارثة... ومن منظور شرعي فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالفقير، ونهى عن السؤال في مواضع عدة منها: عن حكيم بن حزام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله) متفق عليه. روى البخاري عن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأن يأخذ أحدكم حبله، ثم يأتي الجبل، ثم يجيء بحزمة من حطب، فيبيعها فيستغني بثمنها، خيرٌ له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه). وفي مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر). وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم) متفق عليه. أليست هذه الظاهرة تُسمى (بالتسول). ويُوجد لدينا دائرة كاملة باسم (مكافحة تسول). ألا يوجد لدينا وزارة للشؤون الاجتماعية، أين هم عن هؤلاء الفقراء، أين هم عن هذه الظاهرة التي تسيء للمجتمع. يجب اجتثاث هذا الخطر الذي أعتقدُ أنه سيكبد المجتمع خسائر طائلة، أضف إلى ذلك أننا لانعلم هل هذه السائلة محتاجة أم لا؟ وأين تذهب هذه الأموال بعد جمعها؟ أسئلة في غاية الأهمية، والاهتمام بهذه الأسئلة يساعد على التخلص من هذه المشكلة التي انقطعت عن معظم المجتمعات وبدأت تتفشى في مجتمعنا السعودي. لاشك أن الفقير يحتاج إلى وقفة ومساعدة... ولكن ليس بالسؤال وإنما بتوفير سبل سد الحاجة وذلك عن طريق العمل لأبناء وبنات هذه الأسر، كي تعينهم على توفير سبل العيش بشكل منتظم. وها هي وزارة العمل تطلعنا بحملات التوظيف للراغبين في العمل، ومهما قلَّ راتب هذه الوظائف فإنه بلا شك سيمنع السؤال الذي اعتبره خطراً يهدد مجتمعنا ويجب علينا جميعاً التعاون للقضاء على هذه الظاهرة. عبدالله إبراهيم المقحم/محافظة شقراء