التسول..والأطفال والآثار! إن التسول إحدى الظواهر الاجتماعية الممقوتة , و وسيلة من وسائل كسب الأموال بطرق غير مشروعة , و هي عامل رئيس في وجود أفراد عالة على المجتمع و الوطن . و التسول مرض اجتماعي له آثار سيئة كانتشار البطالة و السرقة و العداوة , و زعزعة كيان الأسر و انتشار السلوكيات الخاطئة بين أفراد المجتمع , و إن ديننا الإسلامي حذر من التسول , و حث على الترفع عن المسالة و ذلها, فقال صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم ) متفق عليه . و قال صلى الله عليه وسلم : ( من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر) رواه مسلم. و عندما حذر الدين القويم من المسألة لعواقبها الوخيمة فتح أبواب العمل وحث على العمل والكسب الطيب , كي يحفظ الإنسان نفسه من الفقر , ويبتعد عن مسألة الناس قال صلى الله عليه و سلم : ( لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أحبلهُ, ثم يأتي الجبل, فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ من حَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ, فَيَبِيعَهَا, فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَه, خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ, أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ) رواه البخاري ومن الغريب أن نرى أكثر هؤلاء المتسولين لا ينتمون إلى بلادنا وفدوا إلى مملكتنا , واحترفوا ظاهرة التسول لاستعطاف قلوب الناس , وابتزاز أموالهم , و هم قادرون على العمل , وليس بهم عاهات ينتشرون بين المساجد , ويتنقلون بين الأسواق , و تنشط تلك الظاهرة في مواسم الأعياد , يتخذون . والأسوأ من ذلك إن سلك مسلكهم صغار السن الذين لا يدركون عواقب الأمور, فتوقعهم ظاهرة التسول في سلوكيات خاطئة , أو يستغل ضعاف النفوس و ذوو القلوب المريضة الأطفال: اليتامى و الفقراء و المساكين في المسألة في أعمال سيئة , فيها تدمير لكيان الأطفال و الأخلاق , فتنتشر في المجتمع . وإن دولتنا الغالية لم تأل جهودها المتواصلة في القضاء على هذه الظاهرة , فأنشأت أجهزة كثيرة في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها لمكافحة التسول , وخصصت رواتب للعجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والتي كان لها الأثر الطيب و المحمود في انحسار هذه الظاهرة . وأخيرا ينبغي على المجتمع أن يكثف البرامج التربوية و التوعوية الهادفة التي تكون سببا في توعية المجتمع عامة صغارا وكبارا ذكورا و إناثا لمساوئ التسول و غيره من الآفات الاجتماعية التي تضر الوطن .