قرأت ما خطه الأخ فهد أحمد الثميري في موضوعه المنشور بجريدة الجزيرة يوم الأربعاء 8 جمادى الأولى 1426ه الموافق 15-6- 2005م في العدد 11948 عن (أهمية ترشيد المياه)، وذكر أهمية المياه وجهد الحكومة الرشيدة في توفير المياه للمواطنين والمقيمين، وقال إنه علينا جميعاً أن ندعو إلى حملة ترشيد المياه، وأنا أوافق الكاتب على هذا الرأي، لأننا اليوم نرى المبذرين يهدرون المياه في كل مكان متناسين الجهود الجبارة في الحصول على ذلك الماء، الذي هو نعمة من أعظم النعم التي خص الله سبحانه بها جميع الأحياء على وجه الأرض من إنسان، وحيوان، وطير، ونبات، فهي أساس كل حي في هذه الدنيا، فلابد من شكر الله تعالى على هذه النعمة.. فتصرفات البشر من سوء استخدام المياه العذبة، والإسراف فيها، وتلويثها يؤدي إلى ندرة المياه وحدوث الفقر المائي في بعض المناطق. والانتفاع بالماء كأساس وسبب للحياة على الأرض يتطلب المحافظة على مصادره نقية طاهرة دون تلوث، وترشيد استخدامات هذا الماء، وخاصة مع انتشار ظاهرة الفقر والشح المائي في العديد من مناطق العالم، فالمحافظة على الماء، واستخدامه على قدر الحاجة منه، وترشيد استهلاكه، قضية هامة تتعلق بالفجوة المائية التي تعاني منها بعض الدول، ولا شك أن التلوث يفسد المياه بحيث تصبح ضارة مؤذية وغير صالحة للإنسان، أو الحيوان، أو النبات، أو الأحياء المائية، كما أنه يؤدي إلى حدوث خلل في نظام الماء بصورة أو بأخرى بما يقلل من قدرتها على أداء دورها الطبيعي، ويفقدها الكثير من عناصرها وقيمتها الاقتصادية، والإسراف في الماء يعتبر سبباً رئيسياً لاستنزاف موارده، والموارد المائية مصدر هام لحياة جميع الكائنات الحية، وهي أهم عناصر الإنتاج الزراعي، ولذلك فإنه من الضروري تطوير السياسات المائية لترشيد استخدام المياه، وتقليل المفقود منها بشتى الوسائل الممكنة، ورفع كفاءة استخداماتها وصولاً للاستغلال الأمثل للموارد المائية حتى ننعم جميعًا بماء نظيف ونقي للشرب والاغتسال للقيام بأعمالنا وواجباتنا ليؤدي إلى النماء والتطور في جميع أمور الحياة. وإذا أردنا التوسع في الموضوع لما استطعنا أن نغطي الموضوع من جميع جوانبه، فعليكم جميعاً إخواني الأعزاء وأنتم تقرأون هذه السطور أن تحثوا كل من تعرفونه على ترشيد استخدام المياه، وقبل هذا كله عليكم أن تبدأوا بأنفسكم قبل غيركم، وأدعوكم جميعاً للمشاركة في حملة ترشيد المياه بكل الوسائل الممكنة للمحافظة على هذه النعمة العظيمة.