السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: الحمد لله القائل في كتابه: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، ففي هذا المقال سوف نتطرق ونقف مع نعمة واحدة من نعم الله علينا ألا وهي نعمة الماء. فالماء من أعظم ما امتن الله به على عباده، حيث قال في كتابه «أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون». فإن هذا الماء المبارك هو أغلى ما تملكه البشرية لاستمرار حياتها بإذن الله ويدرك ذلك الناس كلهم كبيرهم، وصغيرهم، فالماء نعمة يجب شكر الله عليها، فالماء لا يستطيع ان يستغني عنه الإنسان أو الحيوان أو النبات، فلا شراب إلا بالماء ولا طعام إلا بالماء ولا نظافة إلا بالماء ولا دواء إلا بالماء ولا زراعة إلا بالماء ولا صناعة إلا بالماء، فالماء لم تنقص قيمته سواء بتقدم البشرية أو بتأخرها، بل قد زادت حتى صار الحديث متكرراً عن الأمن المائي والصراع على موارده. فالماء هو عماد اقتصاد الدول ومصدر رخائها، فبتوافره تتقدم وتزدهر البشرية وبنضوبه وشح موارده تحل الكوارث والنكبات، فلهذا يجب علينا ان نتكاتف ونقف وقفة واحدة ضد هدر المياه.. فالإنسان المعاصر وصل في استهلاكه للماء أرقاماً قياسية من الاسراف وبخاصة ما يصرف في الاستحمام والمراحيض والسباحة وسقي الحدائق.. الخ، فعلينا ان نوقف الهدر وأن نحميه ونحمي مصادره من العبث فيه لأن الاسراف يفضي إلى الفاقة والفقر . والمسرف همه الأول والأخير الوصول إلى متعته ولذته ولايبالي بمصيره أو بمصير الآخرين. وليكن قدوتنا النبي الكريم محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت حياته الشريفة تطبيقاً عملياً لأكرم صور الاعتدال والقصد ونموذجاً كريماً لترشيد الاستهلاك في كل شيء والعيش على الكفاف. ان حكومتنا الرشيدة بذلت الغالي والنفيس من أجل توفير هذه المياه بعد الله سبحانه وذلك بتوفير وسائل الضخ وبناء السدود وتحلية مياه البحار، فدولتنا تعتبر من أكبر الدول المنتجة لتحلية مياه البحار على الرغم من التكاليف الباهظة لهذه العملية، لذلك فإننا جميعاً مسؤولون عن ترشيد الاستهلاك للمياه، والمواطن الصالح حقا هو الذي يضع ذلك الهاجس في اعتباره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسرفوا في الماء» قالوا: أفي الماء إسراف؟ قال صلى الله عليه وسلم « ولو كنت على نهر جار» أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فمن هذا المنطلق يجب علينا عدم الإسراف في الماء والمحافظة عليه، وذلك باستبدال الصنابير التالفة وكذلك يجب علينا استخدام وسائل الري الحديثة في مزارعنا وحدائقنا.. الخ من أجل منع هذا الهدر الهائل من الماء وأن نكون من الشاكرين كما قال الله تعالى في كتابه «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين». والله من وراء القصد وإليه المرجع والمآب عبدالعزيز بن عبدالله الذويخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم