الحاقد هو من يحرّف الحقائق وفق أغراض ومبادئ انتقامية لعداوة في قلبه يتربص بها فرصة الإبقاع. وبعض الناس يخطئ بخطأ متعمد ومكشوف.. وبعضهم يخطئ بخطأ غير متعمد. وبعضهم يخطئ لتحقيق رغباته وفرض شخصيته.. وهكذا اختلاف وائتلاف، فإذا نطق أو كتب الناقد كلمة قالوا حاقد. فالحقد هو ما يفسر بالمجاهل بالغضب الثابت في القلب والحقود هو كثير الحقد. لذا من هو الحاقد.. ومتى نطلق هذه الصفة؟ وعلى من؟.. وهل نطلقها على من يخالفنا الرأي أو على ما ينتقدنا بأعمالنا وألفاظنا؟ أو على الذين يطالبون بالتغيير والتجديد والابتكار؟. أم على الذين يقولون الحقائق والنظريات والنتائج الثابتة؟. أم على الذين يكشفون الانحرافات والتعرجات العاطفية؟. أم على الذين يضعون النقاط فوق الحروف؟. فهذا خطأ.. فالإدلاء بالرأي وقول الحق هو عين الصواب والكلمة الصادقة تصل إلى القلوب وتحرك المشاعر.. لكن كلمة حاقد تخرج طائشة دفاعاً وتعليلاً وانتقاماً؟.. حيث إنه لا يمكن أن يكون الإنسان منبوذاً ومكروهاً في عيون الآخرين إلا إذا ثبتت الحقائق والاتهامات.. أما الحاقد سوف ينكشف أمره أمام الآخرين ويكون اسمه في سجل الحاقدين. وقفة عندما يكون الحاقد صديقاً أو قريباً فإن المشكلة ستتضاعف.. ولكنني أقول واردد هذا المثل الشعبي الذي يقول: (قل هلا ولو القلب فيه بلاء).