عندما تتلقَّى خبر وفاة قريب أو عزيز عليك لا شك أن وقع المصيبة سيكون أعظم وأشد. ففي صباح يوم الأربعاء الأول من جمادى الأولى فُجعنا بوفاة الشيخ والمربي الفاضل الأستاذ صالح بن عبد الرحمن القاضي رحمه الله، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}فقدنا برحيله رجلاً صالحاً تقياً وموجِّهاً تربوياً قلَّ ما نجد مثله هذه الأيام، يحب عمل الخير، ويتحرى أعمال البر، عمله لله وحده، شغله وهمه الأكبر الشباب والخوف عليهم من الانحرافات والتجمعات المشبوهة، يطوف أرجاء البلاد شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً لإلقاء المحاضرات في المساجد والمدارس، وفي العطل المدرسية يسافر خارج المملكة للدعوة؛ فحديثه ممتع، وأسلوبه جميل يتقبله الصغير قبل الكبير، لا يسب ولا يشتم، ذو وجه بشوش، وابتسامة لا تفارق محيَّاه، تراه دائماً هاشاً باشاً، يتفقد أحوال الأسرة، ويسأل عن الكبير والصغير. لقد فرض حبه واحترامه على الجميع بحسن خلقه ومعاملته الطيبة. نسأل الله العلي القدير أن يغفر له، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يصلح أولاده، وأن يهدينا جميعاً إلى الطريق المستقيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.