إن ما يحدث في امتحانات الشهادة الثانوية ويتكرر في كل عام شيء غير طبيعي وبحاجة إلى وقفة وتسجيل موقف. وهنا سؤال يطرح نفسه بشكلٍ قوي وهو: أين يكمن الخلل في مادتي الرياضيات والإنجليزي بحيث تشكل الإجابة عن أسئلتهما معضلة أمام الطلاب من الجنسين؟ وفي الحقيقة ومن تكرار نفس الشكوى كل عام جعل من الأمر ظاهرة غريبة أمام الأجيال المتعاقبة، فالمأمول أن يخرج الطالب وتخرج الطالبة من المرحلة الثانوية بذكرى حسنة لا أن تمثل لهم هذه المرحلة كابوساً يجثم على صدورهم كلما حاولوا تذكرها أو الحديث عنها، والسبب في رأيي ببساطة هو صعوبة الأسئلة وتعقيدها فهي بعيدة عن المنهج رغم أن من وضعها مختصون لكنهم يقعون في خطأ وأصبح الآن مكشوفاً وليس بحاجة إلى دليل على صحة وجوده وهو استبعاد كل العناصر التي يستند واضع الأسئلة إليها أثناء وضعه للأسئلة التي من أهمها الاختلاف في قدرات الطلاب، وهذا أمرٌ مُسلم به ومحسوم من لدن رب العالمين. وغياب الأسلوب الذي تقدم وتشرح به المادة من قِبل المدرسين، وبالتالي يقوم من توكل إليه مهمة وضع الأسئلة بابتكار ما يجعله حجة في مجاله، ولا أقول هذا تندراً، ولكني أعنيه تماماً، وهذا يقودني إلى استنتاج حقيقة ما يعانيه الطلبة والطالبات من هاتين المادتين، فهناك خلل في الأسئلة وهذا الخلل يكمن في صياغتها بطريقة بعيدة كل البعد عن الهدف الأساسي من الاختبار وهو قياس التحصيل والاستيعاب، وهذا هو الذي نسمعه في كل يوم من التربويين ويرددونه كلما سنحت الفرصة لذلك، ولكن عملياً هو غير موجود وإنما يردد من باب رفع العتب، ان ما اعتقده تماماً أن الطالب متى ما كان قادراً على حل التمارين التي يشتمل عليها الكتاب المقرر، وعجزعن التعامل مع ورقة الامتحان لأنها تتناول شيئاً أو مسألة لم يعتد عليها فعلى المسؤولين أن يبحثوا الأمر مع موجهي المادة لوضع تصوراتهم وتقييمهم للأسئلة، وذلك لتجنيب الطالب أو الطالبة الآثار النفسية التي تتركها صعوبة الأسئلة ليس عن طريق التطمينات وإنما عن طريق التنظيمات، فهل تستطيع القول بعد ذلك ان هذه السنة هي نهاية المأساة لمادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية؟