في مثل هذا اليوم عام 1944م، وفيما سمي باسم عملية (ضربة الديك الرومي في المارياناز) هاجم جنود الولاياتالمتحدة الأسطول الياباني وحققوا حداً أدنى من الخسائر في معركة بحر الفلبين. كان أمن جزر مارياناز في غرب المحيط الهادي أمراً حيوياً لليابان، التي كانت لها قواعد جوية في (سايبان) و(تينيان) و(جوام). وكانت القوات الأمريكية آخذة في قتال اليابانيين في (سايبان)، بعد أن نزلوا على الجزيرة يوم 15 من ذلك الشهر، وكان المزيد من التدخل في المنطقة يعني تعريض جزر الفلبين، واليابان نفسها لخطر الضربات الأمريكية. وكان الأسطول الأمريكي الخامس في طريقه، يقوده الأدميرال رايموند سكروانس، من جزر مارشال كدعم للهجوم في سايبان وباقي جزر المارياناز. لكن الأدميرال اليابان (أوكاوا جيسابورا) قرر تحدي الأسطول الأمريكي، وأمر 430 من سفنه بعد أن انطلقت من حاملة طائرات بمهاجمة الأمريكان. فيما تحول إلى أكبر معركة جوية بالطائرات المنطلقة من حاملات الطائرات، وبعد أن رأى الأمريكيون الطائرات اليابانية على الرادار، ضربوا أكثر من 300 طائرة، وأغرقوا حاملتي طائرات يابانيتين، وفقدوا 29 فقط من طائراتهم في العملية، فيما سمي بعملية (ضرب الديك الرومي). وكان الأدميرال (أوزاوا) يعتقد أن طائراته قد حطت في قاعدة جوام الجوية، فحافظ على موقعه في بحر الفلبين، سامحاً لضربة أمريكية أخرى بالطائرات، نفذها هذه المرة الأدميرال (ميتشر)، وضرب فيها 65 طائرة يابانية أخرى، وأغرق حاملة طائرات أخرى. إجمالاً خسرت اليابان 480 طائرة، كانت تمثل ثلاثة أرباع ما تملكه من طائرات، بخلاف معظم طواقم عمل تلك الطائرات. وأصبحت السيطرة الأمريكية على جزر المارياناز نتيجة منطقية. بعد المعركة اخترقت قوات المارينز الأمريكية جزيرة سايبان. كان على الجزيرة قائدان يابانيان، الأدميرال (ناجومو) والجنرال (سايتو)، حيث قام كل منهما بعملية انتحارية في محاولة لجرِّ القوات اليابانية المتبقية خلفهما. ونجحت العملية. كما قامت هذه القوات بعملية انتحارية خداعية وهي تهاجم خطوط الأمريكيين لتخسر 26000 رجل مقابل خسارة أمريكية تقدر ب 3500 رجل. وخلال شهر، تمكنت أمريكا من الاستيلاء على جزيرتي تينيان وجوام. استقالت الحكومة اليابانية برئاسة (هيديكى توجو) في أعقاب هذه الهزيمة المنكرة، فيما وصف بأنه نقطة تحول في حرب المحيط الهادي أثناء الحرب العالمية الثانية.