سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: كنت قد كتبت في مقال سابق ملاحظات على الدكتور محمد الشويعر في العدد 895 وتاريخ 14-3-1426ه منها نقله عن المؤرخ إبراهيم بن عيسى قوله (وتداول إمارة المجمعة ذرية الشمري إلى أن ضعفوا وعليهم عليها آل عسكر) وبينت وجهة نظري في هذه المقولة بما لا تخفى على من له علم بتاريخ المجمعة وسديرعلى وجه العموم.. كما استعرضت حوالي عشرين أميراً على المجمعة بعد انقطاع إمارة ذرية الشمري عام 1191ه على يد آل سعود في مقالي التعقيبي في العدد رقم 11913 وتاريخ 3-4-1426ه اثباتاً لعدم صحة ذلك القول.. وقد وردت عدة تعقيبات على مقالي كان آخرها للأخ عبدالعزيز بن بدرالعسكر في العدد 11923 وتاريخ 23-4-1426ه وتعقيب آخر من الأخ عبدالعزيز بن محمد الفائز، على زاوية أخرى عن الموضوع.. في العدد رقم 11943 وتاريخ 3-5-1426ه. أما عن تعقيبات كل من عبدالله بن حمد العسكر ومعاذ بن محمد الجعوان وعبدالعزيز بن بدر العسكر الآنف الذكر فكلها تصر على تصحيح مقولة المؤرخ ابن عيسى تلك ولو بدون أي حجة أو برهان ومهما خالفت الواقع.. كونهم يرون أن خطأ المؤرخ ابن عيسى يصب في مصلحتهم.. لذا فإنهم حريصون على استمرارية هذا الخطأ ولو على حساب التاريخ والواقع. وحيث إن لي بعض الوقفات على التعقيبين الأخيرين فإنني أقول: 1- تعقيب الأخ عبدالعزيز بن بدر العسكر: أ- يقول الأخ عبدالعزيز:(فقد تبين لي إصرار المزيني على موقفه الخطأ وبخاصة ان ابن عيسى مرجع مهم.. وهو واسع الاطلاع بما جرى في عصره من أحداث) وأنا أقول مثله إن ابن عيسى مرجع مهم ومصدر تاريخي ولكنه أخطأ في هذه المسألة..! ثم يستدل الأخ عبدالعزيز على صحة قول ابن عيسى بأنه واسع الاطلاع بما جرى في عصره..!وأنا أقول له إن ذلك صحيح ولكن المسألة التي أخطأ فيها لم تكن في عصره..! ب- قال إن الشيخ عبدالرحمن التويجري قد أخطأ في كتابه الإفادات عندما ذكرأن الذي عيّن إبراهيم العسكر هو عبدالله الفيصل، والصواب باعتراف المزيني نفسه هو الإمام فيصل بن تركي.. وهذا القول من الأخ عبدالعزيز يبين أنه لم يطلع على كتاب الإفادات. فالتويجري لم يقل ذلك وإنما ذكر أن الذي عيّن إبراهيم العسكر هو الإمام فيصل بن تركي وكما هو مدون في صفحة 28 من الكتاب المذكور عام 1278ه. ج- آمل أن يدرك الأخ عبدالعزيز العسكر وبقية الاخوان اننا حين نناقش خطأً تاريخياً.. فإنه ليس لنا قصد من ذلك سوى الوصول إلى الحقيقة. 2- تعقيب الأخ عبدالعزيز بن محمد الفائز: أ- يبدو أن الأخ عبدالعزيز لم يطلع على تعقيبي في العدد رقم 11912 وتاريخ 3-4-1426ه الذي أوضحت فيه بعد المقال الذي سبقه أن الذي تولى الإمارة بعد حمد بن عثمان الشمري هو عثمان بن عثمان بن حمد الشمري الذي عينه الأمير سعود بن عبدالعزيز بعد أن عزل أخاه حمد بن عثمان. وذلك في عهد والده الإمام عبدالعزيز بن محمد آل سعود عام 1191ه. ب- أوضح الأخ عبدالعزيز أن بعض أمراء سدير خاصة في الدولة السعودية الأولى كان مقرهم في جلاجل ولا اشكال في ذلك. ج- ما أورده الأخ الفائز ومن سبقه من أمراء على المجمعة بعد زوال إمارة ذرية الشمري من أقوى الأدلة على بطلان قول المؤرخ إبراهيم بن عيسى. أعود مرة أخرى أيها الاخوة فأقول إن المؤرخ ابن عيسى قد أخطأ في مقولته.. وأؤكد أن الذي تغلب على إمارة المجمعة هم آل سعود عام 1191ه ومنذ ذلك التاريخ وهم يعينون من شاؤوا على المجمعة إلى يومنا هذا..وعلى من يعترض على وجهة نظري إما أن يثبتوا زعمهم ذلك بالدليل الموثّق، والبرهان القاطع فنكون معهم، والحكمة ضالة المؤمن. وإما أن يقفوا مع الحق ويعترفوا بالواقع.والله ولي التوفيق. حمود بن عبدالعزيز بن ناصرالمزيني/المجمعة ص.ب 82