في مثل هذا اليوم من عام 1800 قام الفرنسيون بإعدام البطل السوري سليمان الحلبي الذي دفعته عروبته لاغتيال القائد الفرنسي كليبر في القاهرة حيث كان يتلقي تعليمه في الأزهر الشريف. ولد (سليمان) بالقرب من حلب عام 1777م، ورحل إلى القاهرة وشارك في أعمال المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين، ونفذ فيه حكم الإعدام بطريقة وحشية، بعد حرق يده التي طعنت كليبر، وتركت جثته لتأكلها الطيور الجارحة، بعد قطع رأسه الذي ما زال موجودا حتى الآن في متحف الإنسان في باريس. وقد شارك في الثورة المصرية ضد الفرنسيين أيام حملة نابليون. سافر الحلبي إلى القاهرة للدراسة في الأزهر عام 1797م، وكان هناك حينما غزت البلاد الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وشارك في أعمال المقاومة للاحتلال الفرنسي. في 14 يونيو 1800 تبع الجنرال كليبر، رئيس أركان القوات الفرنسية، وطعنه فأرداه قتيلاً قبل أن يلوذ بالهرب. ألقي القبض عليه بعد يومين وأعدم في القاهرة بطريقة وحشية. نقل الفرنسيون جثته إلى فرنسا، وعرضت جمجمته لطلاب الطب في باريس على أن شكلها يدل على (الإجرام والتطرف). نقلت الجمجمة بعد ذلك إلى (متحف الإنسان) في باريس ولا تزال هناك. كما لا يزال الخنجر الذي طعن به كليبر محفوظاً في مدينة كاركاسو الفرنسية. وكليبر هو أحد كبار قادة الحملة الفرنسية على مصر. وُلدِ كليبر في مدينة ستراسبورج عاصمة الألزاس عام (1753)، وشارك في حروب الثورة الفرنسية، حيث توثقت صلته بنابليون في ميدان القتال؛ لذلك اصطحبه نابليون معه في حملته على مصر حيث أصيب كليبر بجرح في رأسه أثناء اشتراكه في الهجوم على الإسكندرية. عارض كليبر نابليون في بعض سياساته مما أوقع الخلاف بينهما، وشارك كليبر في الحملة على الشام عام (1799م)، وعُيِّن في العام نفسه حاكماً على دمياط. وبعد سفر نابليون تولى كليبر قيادة الحملة في مصر واستطاع إخماد ثورة القاهرة الثانية مستخدماً وسائل القهر والعنف، مما دفع سليمان الحلبي إلى قتله في مقر حكمه بالروضة في 21 من المحرم 1121ه، 14 يونيو 1800م، وتولى الحكم بعد كليبر الجنرال مينو.