من لوازم استمرار العلاقة بين الأفراد وجود الألفة والمحبة فيما بينهم.. وكثيرة هي الروافد المغذية لها، ولعل من أهمها.. الهدية.. والتي لها تأثير إيجابي بين أطراف العلاقة.. ويزداد تأثيرها كلما اقترنت بعوامل أخرى مماثلة، وإذا كانت المحبة ركن أساسي لدوام العشرة او الصداقة.. فإن الهدية احدى مقومات بنائها.. او استمرارها.. ومصداقاً لذلك قول رسولنا عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا). إن الهدية (تأشيرة) مفتوحة للدخول الى القلوب بلا استئذان. الهدية (خلطة) علاجية ذات أثر فاعل لمعالجة الكثير من العلل والمشاكل التربوية والاجتماعية المتعلقة بالاسرة او مجموعة الأصدقاء او غيرهم وكذا الخلافات المتصلة بالآخرين ممن تلتقي معهم بصلة أو علاقة. إن الهدية لوحدها لا تكفي.. ما لم تقترن بلوازم أخرى أكثر أهمية للاعتذار عند الخطأ او المبادرة ابتداءً استجابة لنداء المحبة وطلبا لدوام الصلة وحسن العلاقة. الهدية رمز كما يقال غير ان هناك من يسيء فهم هذه (الرمزية) المقصودة فيظن بها التواضع واليسر، وليس هذا على اطلاقه، فهدية صاحب القدر والمكانة لا توازي منه دونه، وهدايا الاصدقاء تتفاوت فيما بينهم، وهي كذلك تختلف في محيط الاسرة.. والأقارب.. الهدية كغيرها من الأمور تحتاج الى ضوابط وآداب عامة.. ومن ذلك المشروعية كأن لا تتحول الى رشوة.. او تتسبب بخلاف، او ضرر او تؤدي الى ظلم او تعدٍ. ومن آدابها ان تتناسب وحال المهدى اليه صفة، وقدراً، ومكانة.. وان تتلاءم مع مناسبتها، ووقتها. وإذا اكتملت الهدية واصبحت جاهزة للتقديم فإن لوقتها ومكان تسليمها وطريقة عرضها أثر بالغ يضيف الى رونقها.. وجمالها ليزيد من أهميتها فتظهر بالمظهر اللائق وتؤدي الغرض التي كانت من أجله. وتمام القول.. ان الهدية بعمومها، مقبولة ومرضية على كل حال طالما تحقق أثرها وباتت نتيجتها. ولكم تحياتي والسلام.