الحب عاطفة سامية تسمو بنا إلى رياض الورود والخضرة والإحساس بجمال الكون، ولكن نظرتنا للحب أصبحت من خلال مسار ضيق يكاد ينحصر في علاقة عاطفية بين المرأة والرجل.. علاقة لا يقرها دين ولا عرف إذا لم يكن بينهما رباط الحلال تناسينا حباً يقربنا إلى مرضاة الله وتسيير الأمور في الدنيا وباباً كبيراً يؤدي إلى الولوج في الجنان. تناسينا حباً يسمو بنا إلى شموخ العطاء وانتماء يغذي فينا الإحساس بالأمان ألا وهو حب الوطن. تناسينا حباً بريئاً به زينة الحياة الدنيا وبه بهجة الفؤاد ألا وهو حب الأطفال والأبناء.. ولعل أعظم وأقدس حب.. يغذي أرواحنا بالطمأنينة ويبعث في قسمات وجوهنا الرضا ويشرق لنا أملاً بالخلود في الجنان حب الله ورسوله.. ثم صحابته رضوان الله عليهم. فهو حب سامٍ تتطلع إليه النفوس لتهفو إلى الطمأنينة وتصفو إلى غذاء الروح بالعبادات والآداب الإسلامية والأذكار والسلوك الفعلي الذي يترجم حروف ومعاني القرآن الكريم.. هذا هو الحب ومعانيه السامية التي يجب أن يتطلع إليها الإنسان.. ولا يعني ذلك أننا نغفل حب الزوجين، هذا الحب الفطري الذي غرسه الله في كل منهما.. من المودة والسكينة ليسكن كل منهما إلى الآخر.. ليعبر الحب أرقى وأجمل سحر الحلال.. اللهم اغرس في قلوبنا الحب الصادق الذي ينمي فينا العزة والفضائل..